صدر حديثا للدكتورة ندى عبد الرزاق محمود الجيلاوي، الجزء الأول من كتاب ذخائر القصر في تراجم نبلاء العصر"، عن دار الشؤون الثقافية العامة، وهو عبارة عن دراسة وتحقيق في مخطوطة ابن طولون، وقُسم إلى نصفين الأول عُنيَ بدراسة ملامح عصر ابن طولون وحياته الشخصية والعلمية والعملية، أما الثاني فقد اهتم بدراسة مخطوطة ذخائر القصر.
وفي ما يخص حياة ابن طولون فقد ولد وعاش في مدينة دمشق، عاصر خلالها سبع سلاطين لعهد المماليك حتى بداية الاحتلال العثماني لمدينة دمشق.. كما وتطرّقت الباحثة إلى النظام الاجتماعي الذي كان سائدا خلال تلك الحقبة، والذي اتسم بالطبقيّة، "طبقة الحكم، الشعب"، أما الحياة الاقتصادية فقد كانت شديدة الغلاء مع فساد العملة، كما تأثرت الحالة الثقافية والفكرية بالأوضاع العامة للبلاد، وفي هذا الشأن تقول الباحثة: "لم تكن الحالة الثقافية مزدهرة كما كانت في بداية الدولة المملوكية الأولى والثانية، إلا أنها حافظت على العلوم والآداب مستندة في ذلك الى قوتها وانطلاقاتها القديمة، ومن خلال الفقهاء والعلماء الذين تبنوا الحفاظ على التراث العلمي والفكري".
أما في موضوعة "دوافع التأليف"، فقد تناولت الباحثة هدف ابن طولون من تأليف مخطوطته والتي يتضح في ذلك أنه أراد أن يلحق تلامذته بالأعيان، وأنهم يستحقون هذا الكتاب الذي يجمع تراجمهم، وهؤلاء التلاميذ من تلمذوا على يد ابن طولون ومنهم من برع في حياته، وتولى مناصب إدارية ودينية وعلمية رفيعة) . أما أهمية المخطوطة، فقد لخصتها الباحثة بانها" احتوت على معلومات تاريخية مهمة عبرت من خلالها عن جوانب كثيرة من المعارف والعلوم والثقافة الإسلامية وفي مقدمتها التراجم لرجال القرن 10الهجري /16الميلادي، وهي محور المخطوطة الرئيسي.. وليس من شك أن قدرة ابن طولون على جمع المعلومات والمصادر الأساسية وحسن البصيرة، لاسيما المصادر التي تعود لمؤلفين مجهولين أو معروفين بل وبعضها لا تزال مفقودة حتى اليوم ولم نستدل عليها".