ما بعد ترامب

آراء 2020/12/08
...

 حسين علي الحمداني

بعد مخاض طويل حسم أمر الانتخابات الأميركية بفوز جوبايدن الديمقراطي، وبالتالي نجد أن أميركا والعالم سيدخلان مرحلة ما بعد ترامب، هذا الرئيس الأميركي الذي شغلنا في دورته الرئاسية وقلب الكثير من الأمور وأنعش في الجانب الثاني ثقافة(التغريدات)، والتي الكثير منها كانت تحبس أنفاس العالم وتنزل بسببها البورصة أوتصعد، وربما توقف حربا وشيكة كما حصل في أكثر من مرة.
وهنا نجد أنَّ هنالك مرحلة جديدة من شأنها أن تصحح الكثير من الأخطاء، التي أوجدتها إدارة ترامب سواء في علاقة واشنطن مع حلفائها الغربيين أوفي علاقتها مع منظمات الأمم المتحدة، التي تخلى ترامب عن دعمها أكثر من مرة، أومن خلال تفكيك الأزمات بين حلفاء واشنطن في منطقة الشرق 
الأوسط.
مرحلة ما بعد ترامب بدأت بعض ملامحها تظهر بسرعة وأولها المصالحة الخليجية التي تبناها مستشار ترامب، وبالتأكيد بمباركة الرئيس المنتخب بايدن الذي على ما يبدو لا يريد أن يتسلم إرثا مرتبكا بين حلفاء واشنطن، والمصالحة بين قطر وجيرانها تؤدي في النهاية لترطيب الأجواء بين السعودية وتركيا، التي بدأت بالفعل وتصل إلى مصر، التي هي الأخرى تريد أن تستعيد دورها في عهد الرئيس بايدن.
لكن ربما يسأل أحدنا هل مرحلة بايدن ستكون الأفضل؟ لا نريد أن نجزم بالإجابة، فهذا يتوقف على عوامل عدة، أبرزها بالتأكيد إن سياسة ترامب الخارجية كانت تصعيدية حتى مع حلفاء واشنطن، الذين طالما شكوا من ذلك، بالمقابل نجد أن بايدن الرجل المتمرس في السياسة بحكم منصبه نائبا للرئيس أوباما لدورتين، مضافا لذلك عضوية مجلس الشيوخ ولجانه الكثيرة، هذه الأمور تجعل تفوق الفكر السياسي على النوازع الفردية، وهذا ما يجعلنا نقول إن الفارق الكبير بين بايدن وترامب، إن الأول رجل سياسة محنك والثاني رجل أعمال دخل السياسة كمستثمر ليس إلا.