نوزاد حسن
قبل تفشي جائحة كورونا كنت اتساءل دائما، عن دور وزارة التربية في متابعة المدارس الاهلية، على الاقل في ما يخص الاجور التي كان يدفعها اهالي الطلبة لهذه المدارس، ما كان يثير استغرابي في الواقع هو التفاوت الكبير بين مدرسة واخرى في استيفاء الاجور التي تقسط شهريا، ولم تكن تلك الاجور بالقليلة لكنها كانت مرتفعة ومتفاوتة بين مدرسة واخرى، ولم أكن اعرف السبب في هذا التفاوت الواضح، وكان من المفروض أن يحدد الرسم ضمن ضوابط لا تثقل كاهل الاسرة، لكن شيئا من هذا لم يحصل، وبقيت الأسر التي لجأت الى التعليم الاهلي، تعاني من دون أن تجد حلا حقيقيا لمشكلة ارتفاع اجور هذه المدارس.
وبعد تفشي جائحة كورونا، وانخفاض اسعر النفط تعقدت المشكلة مع هذه المدارس اكثر، وحين بدأ العام الدراسي وجد اهالي الطلبة انفسهم امام خيار واحد، هو نقل ابنائهم الى المدارس الحكومية، ذلك لأن قرار خلية الأزمة كان واضحا، وهو أن يقتصر الدوام على يوم واحد في الاسبوع، ومتابعة بقية الدروس عبر منصة نيوتن، وهي طريقة للتعليم عن بعد، هذا الاجراء واقعي جدا، وافضل من جعل الدوام كاملا طيلة ايام الاسبوع، ثم تضطر الوزارة الى تعليق الدوام إن وجدت تزايد اعداد الاصابات بالفيروس، حدث هذا في اقليم كردستان الذي علق الدوام المدارس شهرا، بسبب تزايد اعداد الاصابات بين الطلبة
والمدرسين.
بلا شك التزمت المدارس الحكومية بقرار خلية الازمة، القاضي بجعل الدوام يوما واحدا من كل اسبوع، لنقل إن هذا الحل الصحي اخلاق الى درجة كبيرة، وسيكون هذا الحل رائعا إن عملت المدارس الحكومية بمبدأ الانتساب، اي حضور الطالب الى اداء الامتحانات فقط، بلا شك نحن لا نتحدث عن ترف تعليمي، انما نتحدث عن وقاية من وباء قاتل، وعلى الجميع أن يتفهموا الوضع الصحي الخطير الذي
نمر به.
على خلاف قاعدة خلية الازمة عملت المدارس الاهلية على جعل الدوام يومين وفي بعض المدارس ثلاثة ايام، ألا يحق لنا ان نتساءل كيف سوغت ادارة هذه المدرسة او تلك لنفسها كسر قرار اتخذته خلية مسؤولة عن ادارة ملف صحي خطير كملف كورونا، في الواقع اعجبني قرار خلية الازمة، الذي أنذر بإغلاق اية مدرسة تخالف
تعليماتها.