حميد طارش
الايام الدولية هي مناسبات عالمية تقررها الجمعية العامة للامم المتحدة، كاليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة، واليوم العالمي لذوي الاعاقة واليوم العالمي لحقوق الانسان، التي مرت علينا مؤخرا، واعلان الجمعية العامة للامم المتحدة ليوم جديد، وهو اليوم العالمي للاستعداد الوبائي في 27/12 ، وهي متنوعة لكن مرجعها حماية حقوق الانسان وتعزيزها، فاليوم العالمي لغسل الكفين هو احياء التذكير باهمية الغسل، التي تحمينا من الجراثيم، وقد لمسنا اهميتها في مكافحة جائحة كورونا، لكنها بالنتيجة تصب في حماية الحق في الصحة، وهكذا الحال مع اليوم العالمي للضمير، فقد اشارت الجمعية العامة للامم المتحدة « وإدراكا، بضرورة تهيئة ظروف من الاستقرار والرفاه وإقامة علاقات سلمية وودية على أساس احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعا دون تمييز، أعلنت يوم 5 نيسان بوصفه اليوم الدولي للضمير»، وتستهدف تلك الايام تعزيز مضمونها واحياء الفعاليات المتنوعة من قبل الانسان، بوصفه المقصود منها اينما وجد على سطح الارض من دون تمييز، وهي رسائل تنبيه واستذكار لمواضيع وقضايا مهمة، بهدف تسليط الضوء على مدى نجاح العمل بصددها وتحدياتها ومحاولة ايجاد الحلول لمشكلاتها، أي بعبارة اخرى، هي حراك ونشاط عالمي تتعدد صوره بحسب تنوع البيئات الاجتماعية والاقتصادية والفكرية وتأخذ شكل مؤتمر وندوة ومقال وتظاهرة وبرامج تلفزيونية واذاعية وفنية، تبحث في مضمون اليوم الدولي ومن جوانب مختلفة، مثل الانتهاكات وقصور التشريعات وعدم كفاءة الاجهزة التنفيذية وضعف الوعي المجتمعي وغياب البرامج الحكومية المناسبة، وقد اشار موقع الامم المتحدة الى تسجيله لاكثر حالات المشاركة والدخول للموقع يكون دائما بمناسبة الايام الدولية، مما يشكل ظاهرة صحية تؤكد جدواها.
كما ان الايام الدولية هي محاولة لبيان مبادئ مهمة، فمثلا في مجال حقوق الانسان تكون الرابطة بين الحكومة والافراد، قائمة على العدالة وان اي انتهاك لها يعرضها للمسؤولية الدولية باعتبار قواعد القانون الدولي لحقوق الانسان، وسواء كان مصدرها اتفاقية او عرفا، هي قواعد آمرة لا يجوز انتهاكها او مخالفتها من قبيل اصدار تشريع وطني، وكما هو الحال في مشروع قانون الجرائم المعلوماتية، الذي يمثل اعتداءً على الحق في حرية الرأي والتعبير.