الإعلام والسلم الاجتماعي

آراء 2020/12/13
...

 صبحي جاسم     
 
 
للاعلام مهما كان نوعه او شكله (سمعيا او مرئيا او مقروءا ) تأثيراته وانعكاساته على تشكيل الرأي العام سلباً او ايجاباً ، فهو سلاح ذو 
حدين.
بعد التغيير الذي حدث في العراق عام 2003 تنفس الناس الصعداء وظنوا ان الحياة في بلد عاش كل ايامه حروبا وحصارات مدمرة جعلته يعيش في القرون الوسطى، ولم ير مواطنوه اي بارقة امل او لم يشهد اي تطور على مدى عشرات السنين التي مضت. 
وكان من مخرجات التغيير انفتاح اعلامي كبير على العالم وتقنياته والتواصل مع احداثه، فكانت الاستثمارات تتجه للقنوات الفضائية سواء لتحقيق الارباح الاقتصادية او لتحقيق منافع سياسية  فتأسست العشرات من الفضائيات، فكان فرح الناس كبيرا بهذا التطور والانفتاح الاعلامي .
 وكان ينتظر من هذه القنوات  بث الوعي بين الناس، كونها من افضل وارخص وسائل الاتصالات ومن الطبيعي أن تتنافس بينها من اجل كسب الجمهور والمتابعين، فلكل قناة جمهورها ومتابعوها وبحسب برامجها، وعادة ما تدرس القنوات توجهات الجمهور ورغباته واهتماماته لتعمل على جذبه الى شاشاتها .
ولكن للاسف مارست بعض القنوات اساليب الاسفاف والهبوط والتردي لتقول ان هذا ما يحتاجه الجمهور ويريده (الجمهور عايز كده )،بينما اتبع بعضها اسلوب الاثارة دون حساب لوازع او ضمير، ولم تفكر بآثار خطابها وهي تروج لخطاب طائفي او عنصري مقيت يخرب وحدة المجتمع ويهدد سلامته .
وتمتعت وسائل الاعلام بفضاء الحرية الواسع الذي اتاحته الديمقراطية، لكن هذا كله كان يتم دون ضوابط ومحددات او رقابة.
 للاسف يتم هذا في ظل غياب الرصد والمتابعة من قبل الجهات المسؤولة، لاسيما هيئة الاعلام والاتصالات التي تتساهل احيانا مع بعض القنوات او تغفل عن متابعتها .
وقد اشار ( امر سلطة الائتلاف 65) الذي ينظم عمل الهيئة الى ان احد اهدافها (حماية مصالح المواطنين العراقيين بصفتهم مستهلكين لخدمات الاتصالات ) ولهذا فهي مسؤولة عن مواجهة كل ما يشكل خطرا على  الجمهور من خلال بث مضامين كراهية تروج للطائفية او للعنصرية دون مراعاة الواقع المجتمعي في تنوعه الديني والقومي والطائفي.