الإقصاء والتهميش

آراء 2020/12/13
...

 شمخي جبر

الاقصاء والتهميش قد يأخذ العديد من الاوجه كالاقصاء الاقتصادي من خلال   اليات الاقصاء بالاستبعاد من المشاركة الاقتصادية عن طريق الحرمان من فرص العمل بالتمييز بين المتقدمين على اساس الانتماء والهوية الاثنية او على اساس مناطقي او جنسي .
او الاستبعاد السياسي وهو الحرمان من المشاركة السياسية والاقصاء الثقافي كالحرمان من الحريات الثقافية والدينية ولقومية. 
 وكثيرا ماترافق عملية الاقصاء والاستبعاد عملية تشويه صورة من مورس ضده التهميش والاقصاء ووضعه داخل اطار  وصورة نمطية يكرهها الاخرون ومن الصعب الخروج منها او مغادرتها،بل هي في الوقت ذاته تشكل سجنا لمن مورس بحقه الاقصاء.
يتم التعبير عن الاقصاء من خلال زرع العقول بقيم يتم الافصاح عنها بمواقف معينة ككراهية الغرباء او المختلفين دينيا او طائفيا او قوميا او سياسيا، او قد يمارس الاقصاء على اساس الجنس (ذكر او انثى) او ممارسة النبذ والتهميش لذوي الاحتياجات الخاصة.
يشير عالم الاجتماع انتوني غدنز الى وجود شكلين من الاستبعاد في المجتمعات المعاصرة بلغا درجة من الوضاح والتبلور،الاول هو استبعاد اولئك القابعين في القاع والمعزولين عن التيار الرئيسي للفرص التي يتيحها المجتمع .
اما الشكل الثاني (عند القمة) فهو الاستبعاد الارادي، او ماسماه غدنز (ثورة جماعات الصفوة) حيث تنسحب الجماعات الثرية من النظم العامة واحيانا من القسط الاكبر من ممارسات الحياة اليومية،اذ يختار اعضاؤها ان يعيشوا بمعزل عن بقية المجتمع. وهذه الجماعات التي يشار لها على انها محظوظة تعيش داخل مجتمعات محاطة بالاسوار وتنسحب من نظم التعليم العام والصحة العامة..الخ الخاصة بالمجتمع الكبير. وهو مايعمق الفوارق الطبقية بين المهمشين والمحظوظين ويصعد من حسرات وآلام المهمشين وشعورهم بالحرمان والاقصاء والتهميش والحرمان من الفرص يحدث لاسباب طبقية او عرقية او طائفية او دينية.
استمرار التهميش والحرمان والاستبعاد والاقصاء واهمال مطالب المهمشين والمحرومين تجعلهم يبحثون عن الحلول وبخاصة حين تغلق أبواب الفرج أمامهم..
ماهي الخيارات المطروحة امامهم؟ 
بمن يلوذون وهم المهمشون؟ وماذا سيفعلون؟  ليس امامهم سوى الاحتجاج على اوضاعهم.
مخاطر اهمال الصوت الاحتجاجي لايمكن التنبؤ باثارها التي قد تزيد من لحظات العنف او تفتح الباب على مجاهيل عديدة ومخاطر شتى. ينتج الاختلال الكبير في مبدأ المواطنة شرخا كبيرا وتحديا للنظام الديمقراطي الذي يعبرعن العدالة الاجتماعية كأحد اهدافه ، وهو مايشكل احباطا للمواطن وعدم الثقة بالنظام القائم ، وقد تتسع هوة عدم الثقة فتشكل حالة من العداء للنظام السياسي ومؤسساته .