حمزة مصطفى
في العام 2018 جربنا تحطيم البيوت المكوناتية (الشيعية، السنية، الكردية). بموجب ذلك صار لدينا تحالفان عابران (الإصلاح ويضم شيعة وسنة وكردا) و(البناء ويضم هو الآخر شيعة وسنة وكردا)، وبما أن هذا التحالف العابر يحصل للمرة الأولى منذ ما بعد مرحلة 2003، فإن قوى عديدة سياسية ومجتمعية بنت عليه بعض آمال التغيير، والذي كان يفترض أن يتمثل بأغلبية سياسية تحكم مقابل أقلية تعارض، لكن معارضة إيجابية عبر تشكيل (حكومة ظل)، للتاريخ كان زعيم تيار الحكمة السيد عمار الحكيم أحد الآباء المؤسسين لمثل هذا التحالف العابر، وقد سعى عبر رئاسته لتحالف الإصلاح، الى إعادة هيكلته بحيث يتحول الى كيان مؤسساتي له نظام داخلي وقواعد عمل وسلوك سياسي
وانضباطي.
لكن حين بدأت مساعي تشكيل الحكومة (السابقة) جرت الرياح بما لا تشتهي سفن الساعين الى العبور نحو ضفة العمل السياسي المؤسساتي الصحيح، لا أريد الخوض بالتفاصيل، تشكلت حكومة عرجاء أطلق عليها حكومة (الفرصة الأخيرة)، لهذا السبب أو ذاك لم تتمكن الحكومة من العمل، جاءت التظاهرات والاحتجاجات، خسرنا مئات الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى، فسقطت الحكومة وإذا بالقوى التي جاءت بها هي أول
الشامتين.
المهم انتهينا من تلك المرحلة باتجاه انتخابات توصف حتى الآن بأنها مبكرة، لتكن مبكرة ولتكن بقانون جديد ولوبعض مواده (نص ردن) ومفوضية شبه جديدة (اعتبروها حسجة) وإذا بنا نعود الى المربع الأول وكأنك يا ابو زيد وعمر وجاسم وقاسم و”يبو عبد الفتاح طاح العنب طاح” ماغزيت، لماذا؟ لأن الجماعة تمترسوا أكثر خلف أبواب المكونات المغلقة التي دونها خرط
القتاد.
أقصد التحالف العابر الذي يفترض أن يكون هو البديل لمشاريع التشرذم السياسي باسم المحافظة على المكونات، المكونات سواء كانت مذهبية مثل المكونين الشيعي والسني إو عرقية مثل المكونين الكردي والتركماني، لا تريد سوى دولة ديمقراطية مثلما رسم مساراتها الدستور، على أن تكون دولة ناجحة يحترم فيها شرطي المرور وجواز السفر، وبالتالي فإن هذا التحالف سيؤسس لأول مرة فيما لو تداعى القوم الى تأييده الى تقاليد عمل سياسي سليم، الأحداث أثبتت أن العراق لن تقوم له قائمة بسياسات التمترس أو الترقيع، لا بدّ من خطوة صحيحة ولو مرة واحدة.. عليكم
العباس.