بعد انحسار خطر {كورونا}..الحياة تفتح أبوابها للمشاريع والأحلام المؤجلة

ريبورتاج 2020/12/21
...

عواطف مدلول
 
خلال الاشهر الماضية أسهمت جائحة كورونا في اغلاق الابواب بوجه الحياة تماماً، عندما اجبرت الجميع على التوقف عن انجاز احلامهم واهدافهم الشخصية، وتسببت في تقييد الناس، فجعلتهم يلتزمون منازلهم ويؤجلون مشاريعهم التي يطمحون لتحقيقها، لكن بعد تصاعد نسبة حالات الشفاء من هذا المرض وانخفاض عدد المصابين به، بدأت ملامح الامل تظهر تدريجياً، واخذ الكثير ينطلقون باتخاذ خطوات جادة لاتمام خططهم المعطلة.  
{كل تأخيرة وفيها خيرة}
يقول عدنان احمد: {قبل انتشار كورونا كانت لدي خطة اسعى لتنفيذها وهي بيع بيتي وشراء قطعة ارض لبنائها بحسب الخارطة التي ارغب بها، ولم اتوقع أن تتوقف الحياة بشكل مفاجئ، لدرجة تمنعنا من الخروج حتى الى الشارع وممارسة طقوسنا الاعتيادية، ووقتها كنت قد اعطيت وعوداً للبعض من مكاتب العقار من اجل شراء بيتي، ولكني لم استطع أن استقبل اي 
انسان، خوفاً من المرض، فتأجل الموضوع وبقيت قلقاً جداً، لان منزلي لم يعد كافياً لاسرتي التي تحتاج بيتاً اوسع، اما حالياً فقد صارت الامور افضل، اذ باشرت بتنفيذ جزء من مشروعي هذا وكما يقال (كل تأخيرة وفيها 
خيرة)}. 
 
ليلة العمر
تستعد رنين علي للزواج قريباً، اذ تمت خطبتها منذ سنة، وكان من المقرر أن يقام حفل الزفاف في الصيف الماضي، الا أن قاعات الاعراس اغلقت حينها جراء انتشار كورونا، وترى أن هذا التأخير جاء لصالحها فرب ضارة نافعة، اذ سنحت لها الفرصة خلال تلك المدة للتعرف على خطيبها بشكل اقرب عن طريق زيارته لهم، وكذلك من خلال الحديث معه عبر وسائل التواصل وتحقق الانسجام والتفاهم بينهما.
موضحة: {رغم طلب اهلي واقتراح خطيبي  باقامة حفل بسيط  وبطريقة متواضعة جدا، مع مراعاة تطبيق قواعد وشروط التباعد الاجتماعي واتخاذ الاجراءات الصحية المطلوبة، الا انني رفضت ولم اصل الى مرحلة اليأس ابدا، فكنت متفائلة جدا ولدي امل كبير بأن الازمة هذه ستنتهي وتختفي يوما ما، 
ولذا قررت الصبر ولم يكن امامي غير هذا الحل، اذ انها ليلة العمر وارغب أن اجعلها مختلفة، وفعلا صار الامر الان اهون من الشهور السابقة، ولم يعد المرض خطيرا كما كان في بدايته،  فضلاً عن أن قاعات الاعراس والمناسبات اخذت تفتح ابوابها 
وتستقبل الناس لاقامة الافراح فيها، لذا حددنا موعدا قريباً 
لزفافنا}. 
طفل انابيب
بينما كانت تسعى سجى كاظم وزوجها قبل ظهور كورونا الى اجراء عملية طفل انابيب، اذ لم يرزقا بذرية منذ ارتباطهما قبل خمس سنوات، وبعد مراجعات كثيرة للاطباء المختصين وبمتابعة منهم ووفق جدول معين وضع للالتزام بتناول بعض الادوية،  تم تحديد موعد العملية الا ان انتشار الجائحة حال دون ذلك، وعلى اثرها ترك الموضوع جانبا،  اذ تقول: {في الحقيقة لقد احاطني الخوف من صعوبة زرع اجنة وانجاب طفل بتلك الظروف، رغم ان اغلب الاطباء يشيرون بان لا ضرر على المرأة الحامل والجنين، لكن لم استقر على قرار حينها على العكس تأزمت حالتي النفسية والتفكير قتل رغبتي بان اصبح اماً، وحاولت تناسي الموضوع واستسلمت للواقع، وفقدت الامل، لا سيما انني كنت اتوقع ان الجائحة ستدوم لسنوات، الا أن اخبار وجود اللقاحات وزيادة حالات الشفاء، دفعت بزوجي لتشجيعي مجددا بمحاولة القيام بتلك الخطوة، وفعلا زرعت في احد مستشفيات بغداد ونجح الحمل والحمد لله}. 
 
الدراسات العليا
يجد الناقد والمؤرخ صباح محسن كاظم ان لدى الإنسان الطموح والإرادة والتصميم لتحقيق الأهداف، ولا ريب أن تواجهه الصعوبات والمعوقات المختلفة، منها مادية، وصحية او ظروف قاهرة، لكن يستمد العزيمة للتواصل لتحقيق حلمه وما يصبو اليه، ومن الأهداف العظيمة الدراسات العليا، والتعمق بالبحث والمعرفة والفكر، والتاريخ والأدب، وكل المجالات العلميّة، مضيفا: {الظروف القاهرة لوباء كورونا الذي عم العالم من أقصاه الى اقصاه عطلت جميع الشؤون الحياتية والعلمية والدراسات، وبالأخص خارج العراق، وقد كنت من الذين توجهوا للدراسة في لبنان من عام 2018 وكان من المؤمل في حزيران أن تتم المناقشة لرسالتي العلمية، لكن الحظر وانتشار الجائحة ببلدي ولبنان وغيرهما، والتوقف شبه التام للحياة برمتها، أجلتها لشهر كانون الاول، ونأمل توفر اللقاح المناسب لرعاية جميع أفراد المجتمع بعد أن خسرنا المئات من مبدعينا وعلمائنا، ورياضيينا وفنانينا، وكذلك عودة الوضع العلمي، والسفر ، وحركة الحياة كسابق عهدها بعد تطويق كورونا الوباء القاتل الصامت}.
 
خطوة ايجابية
في حين تركت نورا سعدون الدراسة بالمرحلة المتوسطة لان ظروف اسرتها، لم تكن تسمح لها بأن تكمل مسيرتها الدراسية، لوجود مشكلات اسرية تؤثر فيها، فضلا عن المعاناة من تردي الوضع المادي، ومع ذلك حاولت الحصول على كتب للقراءة بالمنزل، واستغلت التعطيل بسبب كورونا وانشغلت بذلك الامر، بعد أن افاقت من غيبوبتها، اذ رأت صديقات الدراسة قد دخلن الجامعة وهي مازالت بمكانها، ومما حفزها للتفكير بذلك الموضوع هو تضامن خالتها معها، فقد وعدتها بانها ستقدم لها للدراسة الخارجية، فكبرت الفكرة في عقلها واخذت تحلم بمستقبل جميل لها، خصوصا انها تعبت من عدم وجود تغيير ملموس في حياتها، وبات من المهم أن تخطو باصرار خطوة ايجابية تنقلها الى وضع افضل،  اذ تقول {اتهيأ للسنة المقبلة لكي اخوض تلك التجربة وانا بكامل الاستعداد 
والثقة}.
 
كماليات
يؤكد سيف عبد الله {في بداية هذا العام اقدمت على بيع سيارتي (التاكسي) لاني مللت من زحام الشارع وحوادثه، ولم تعد لي رغبة بالبقاء بذلك العمل كسائق تاكسي، وكنت اريد أن اطور نفسي واختار مهنة مقربة لي تتعلق بالجمال والاناقة، وتنقلني الى عالم افضل، لذا قمت باستشارة الاهل وبعض الاصدقاء، فنصحوني بارتياد المحال الراقية للعطور والهدايا، وبعد سلسلة من مراحل البحث والسؤال للتعرف على سر المهنة، وطلب المساعدة لاعانتي من قبل اناس سبق وأن نجحوا بهذا المشروع، كان لابد من اختيار محل في منطقة معينة والانطلاق به، الا ان الجائحة وقفت بيني وبين هدفي هذا، اذ ان اغلب المحال اغلقت وانصرف الناس عن الاهتمام بالكماليات، وركزوا على الاشياء الضرورية لحياتهم حينها، لكن حاليا تبدل الوضع على اثر الاقبال الواسع على التسوق والشراء، فعدت بالهمة نفسها للبدء بهذا المشروع لعلني اجد ضالتي فيه، ويكون مصدر رزق مريحاً ومربحاً لي}.