{عرب وين}...

آراء 2020/12/22
...

   د. كريم شغيدل
في الثامن عشر من كانون أول من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للغة العربية، الذي اعتدنا تسميته بـ(يوم الضاد) وهو اليوم الذي أصدرت فيه الجمعيةُ العامة للأمم المتحدة قرارها رقم (3190) في كانون الأول من العام 1973، والذي أقر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة، خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو، بعد معاناة استمرت منذ الخمسينيات، وكنا نتمنى من الجهات الرسمية أن تجعل منه احتفالاً رسمياً يشمل جميع مؤسسات الدولة.
فنحن أولى بالاحتفال بلغة قرآننا وسنة نبينا، بكاف الخلق ونون التكوين، بلغة الله في جنته، لغة آدم وحواء، لغة الموروث العلمي والفقهي والفلسفي والأدبي، الذي حطَّ ركابه في رحاب القرن الثالث الهجري عصر التدوين والكتابة والترجمة، لغة الفراهيدي وسيبويه وابن سينا والفارابي وابن طفيل والجاحظ وابن الهيثم وابن النفيس.
نحن أولى أن نحتفل بلغة سيد العرب والعجم الحبيب المصطفى، وبنهج بلاغتها وقرآنها الناطق علي بن أبي طالب، بلغة المعلقات التي دونت وقائعَ العرب وأيامهم ومخزون مشاعرهم ومكنون عواطفهم وديوانهم، نحتفل بلغة قلق المتنبي وشطحات الحلاج وطواسينه ووجودية المعري وخمريات أبي نواس وزهدياته وغزليات ابن أبي ربيعة ونقائض جرير والفرزدق ومرثيات الشريف الرضي ودجلة الجواهري ومطر السياب وقمر شيراز البياتي والأخضر بن يوسف سعدي ونخلة الله حسب الشيخ جعفر ووتريات مظفر النواب، نحتفل بلغة الحب والتعايش والسلام، فهي لغة الرصافي والزهاوي ومصطفى جواد، مثلما هي لغة الأب أنستاس الكرملي وكوركيس عواد ويوسف عبد المسيح ثروت وألفريد سمعان ومير بصري وشمعون بلص وسمير نقاش ولغة فضولي البغدادي، لغة هويتنا التي صمدت بوجه لغات المستعمرين، ووحدت الطوائف بجمالها، وبقيت برغم تفشي اللهجات لغةَ الثقافة والمعرفة والعلم والحضارة.. نحتفل باللغة التي قالت المستشرقة الألمانية آنا ماري شيمل(اللغة العربية موسيقية للغاية، ولا شك عندي أنها لغة أهل الجنة). 
رب قائل يقول: (عرب وين طمبورة وين) الناس أربكها ارتفاع صرف الدولار والتصاعد السريع بأسعار السلع وأنت مشغول باللغة العربية!! والمصيبة أن هذا التضخم المفاجئ بقرار من الحكومة.