شنكل عربي.. يا جامعتنا العربية!

آراء 2020/12/23
...

 حسين الذكر
قبل ستة عقود تقريبا ظهر كيان الجامعة العربية كنتيجة طبيعية لتقسم ورسم حدود النظام العالمي، الذي افرزته الحرب العالمية الثانية وما يعنيه هذا المولود من رحم المخاض السياسي واللجان والعلاقات وغير ذلك الكثير مما تتطلبه القوى المنتصرة بالحرب ونتائجها. 
الجامعة العربية منذ ذلك الوقت تقدم الكثير من الدعم والمواقف المتوازنة مع مبدأ القوة والسيادة الدولية برؤوسه واقطابه المعروفة، فكلما حدثت ازمة سياسية نرى انعقاد القمم يمثل تناغما جوهريا وان تغير الشكل والمظهر، وذلك يعد طبيعيا مع حكم المخاض والولادة والاحتضان والتمويل والتمركز والهيمنة والاتصال والتواصل بما يؤمن القرارات متناغمة مع صوت القوة العالمية وان لم يكن ذلك بالاجماع..
برغم اختلافات متعددة تضرب أعضاء الجامعة كل حين بشكل  دائم او متقطع، شديدا كان ام خفيفا، الا ان الشعوب العربية من طنجة شمالا مرورا بالقاهرة ومكة حتى بغداد شرقا وما بينهما وامتداداتهما المعروفة تاريخيا، الا انها ظلت تهفو وتنظر الى بعضها البعض بحس وجداني عاطفي باثر بدوي فراتي نيلي صحراوي تاريخي ديني، فضلا عن كونه شعبيا غالبا، وان اختلفت الايديولوجيات الموجهة والمذاهب
 المعتنقة.
الجامعة العربية مع كامل التوقير، وان اختلف التقييم والرؤى لدورها وتعاطيها مع الاحداث تحت ضغط الملفات الدولية والإقليمية، الا أنها من الناحية الاجتماعية العربية لم تقدم الكثير، لا على مستوى الجامعة ولا بالهيئات المنبثقة عنها بملفات
 متعددة.
قطعا لا بدّ لنا ان نتحدث بالايجاب عن فكرة مجلس التعاون الخليجي العربي، الذي تشكل منذ عقود وقدم الكثير لمواطنيه وان انبثق بحكم المال والسياسة والقربى وفقا للقاموس السياسي مع الحاجة العامة وبحكم الضرورة الملحة. 
لكن مجرد النظر الى حرية التواصل والنقل، في ما بين مواطنيهم يدعونا توجيه مطالبنا الى السيد الأمين العام  وقادة الدول العربية المحترمين لتسهيل مهام التنقل بين مواطني الجامعة العربية - باقل تقدير -، فلا يمكن ان يكون دخول العربي الى دولة اجنبية اسهل بكثير من دخول بلد عربي
 آخر.