عباس الصباغ
يتكرر بين آونة واخرى استهداف البعثات الدبلوماسية (سفارة الولايات المتحدة خاصة) والكائنة في المنطقة الخضراء تحت ذرائع شتى منها مقاومة المحتل، تقوم بها جهات راديكالية غير منضبطة مستغلة الخاصرة الرخوة للدولة العراقية،
وكان اخر استهداف لها قبيل نهاية العام الحالي الذي كان حافلا بهكذا ممارسات متقابلة وانتهاكات خارجية وداخلية للسيادة الوطنية العراقية، كان ابرزها اغتيال قادة النصر في مطار
بغداد.
الاسلوب الراديكالي (الثوري) قد عفا عليه الزمن فقد ولّى زمن مواجهة جيش مدجج بأحدث الاسلحة الفتاكة، وهكذا تصرفات تكون نتائجها غير محسوبة العواقب التي تترتب على الامن القومي للبلد وعلى امن مواطنيه والمقيمين فيه، وفي كل مرة تحدث هذه الممارسات غير المسؤولة يتلاقفها المجتمع الدولي بالتنديد، لان البعثات الدبلوماسية ضيوف مكرمون على ارض البلد وليسوا اهدافا عسكرية تُستهدف من قبل المجاميع المناوئة لهم ايديولوجيا، وتوجد طرائق اخرى للتعبير الحضاري عن الرأي كالحوار والمداولة والاقناع، وليس عبر السلاح المنفلت الذي قد يصيب المواطنين الابرياء لاسيما ان المنطقة الخضراء شديدة التحصين، ليست في صحراء جرداء، بل في قلب العاصمة وفي منطقة آهلة بالسكان وتعج بالبعثات الدبلوماسية الصديقة، فضلا عن انها تضمّ اهم المرافق السيادية العراقية كمقر الحكومة و البرلمان، فهي قلب العراق الحيوي، الامر الذي يعرّض سمعة العراق الخارجية للخطر ويعطي صورة سلبية عن الحكومة في عدم تمكنها من تأمين سلامة مواطنيها وعدم قدرتها على ضبط ايقاع الداخل المضطرب واحراجها، كما يرسم صورة سلبية جدا للرأي العام الدولي حول احقية الفصائل المسلحة تحت يافطة مناوءتها للاحتلال بهذه الطريقة غير المسؤولة، والتي طالما ادت الى وقوع خسائر بشرية ومادية جسيمة بين المواطنين الابرياء، فأي هجوم يستهدف هذه المنطقة من الممكن أن يحتمل الخطأ ويعرّض ارواح الناس للخطر ويطعن بهيبة الدولة وسمعة العراق الدولية ويشكّل عاملا طاردا للجهود المبذولة لجذب الاستثمار ورؤوس الاموال الخارجية للعراق خاصة في هذا الوقت المالي الحرج الذي تتعرض فيه الموازنة المالية العامة لعجز مريع .
ومن المحتمل أن يتعرض العراق الى مقاطعة دبلوماسية شاملة والى عقوبات دولية تحت طائلة البند السادس، ان استمرت هذه الفصائل في اعطاء صورة سلبية عن العراق في عدم قدرته على حماية الناس على اراضيه او بانه ناقص السيادة .