الوعي الطبقي

آراء 2020/12/26
...

 ريسان الخزعلي
 
 
في التوصيفين، الاقتصادي والاجتماعي : توجد في كل مجتمع – مهما كان شكل تركيبه – طبقات اجتماعية متعددة، تنشأ بفعل النظام الاقتصادي السائد وطريقة توزيع الثروة، وتشترك كل طبقة بالكثير من المتشابهات في مستويات عدّة، فهنالك طبقة: عماليّة، فلّاحيّة، وسطى، فوق الوسطى، رأسمالية .
ورغم أنَّ البعض من المفكرين يعطي توصيف طبقة لكلٍ من : المثقفين، الطلاب، العسكريين، الكادحين، إلّا أنَّ الثابت في أدبيات علماء الاقتصاد المؤثرين، يكون توصيفُ طبقة ٍما مرتبطاً بدور هذه الطبقة في الإنتاج والعملية الإنتاجيّة، وكثيراً ما تتباين الآراء في الطبقيّة بين المفكرين الشيوعيين والاشتراكيين والرأسماليين والليبرانيين وغيرهم . 
إنَّ منشأ هذا التباين يعود أساساً إلى انحيازات فكرية وثقافية واجتماعيّة تجذّرت في وعي أصحابها، كما أنَّ ظروفاً سياسية ترتبط بنظام الحُكم والتسيّد وأسس بناء الدولة، اسهمت في تكوين هذه الانحيازات أيضاً .
إنَّ لكل ٍ من مفكري الطبقيّة رأياً في  طبيعة الصراع الذي ينشأ بين الطبقات، اذ يرى البعض منهم  أنَّ طبيعة هذا الصراع تُعلل بأنَّ الطبقات المتنفذة اقتصادياً تسعى للمحافظة على امتيازاتها ومركزها الاقتصادي والاجتماعي، وغالباً ما يمنحون هذه الطبقات الحق في هذا المسعى، في حين يرى البعض الآخر أنَّ الطبقات الأخرى غير المتنفذة تسعى لتغيير واقعها الاقتصادي ومركزها الاجتماعي نحو الأفضل، ومثل هذه التعليلات تهمل العامل الأساس في طبيعة الصراع، ألا وهو عامل الوعي الطبقي .
إنَّ أوّل مَن استخدم اصطلاح ( الوعي الطبقي ) في التنظيرات الطبقيّة هو المفكر  كارل ماركس،  كما جاء في معجم علم الاجتماع، اذ يقول : إنّه ُ الشعور المتزايد الذي ينتاب الطبقة البروليتارية ويجعلها تحس بمركزها الاجتماعي المناقض للمركز الاجتماعي الذي تحتلّه الطبقة البرجوازية، ومثل هذا الشعور يُولّد عندها صفة التماسك والوحدة التي تساعدها على محاربة الاستغلال والظلم الذي تتعرض له من جرّاء وجود النظام الرأسمالي، كي تضمن مستقبلها ومصيرها .
وفي ضوء التحوّلات الجارية الآن، ما أحوج طبقات مجتمعنا المتضررة إلى وعي طبقي يُدرك ما يحصل من تحوّلات دخيلة في حياتنا الاقتصادية والاجتماعية، اذ أنَّ هكذا وعي سيضمن حياة  ومستقبل كل الطبقات بصورة عادلة أو على مقربة من 
العدل .