«كورونا» يعيق فرحة الطلبة بالتخرج

ريبورتاج 2020/12/26
...

 آية حسين 
وسط اجواء الحفل الاسرية ترتدي الشابة هند علي ملابس التخرج، ويمسك اخوها كاميرته لأخذ الصور التذكارية لها، بهذه الطريقة اكتفت هند للاحتفال بانهاء دراستها الجامعية، بعد أن حرمها وباء كورونا، وحرم الكثير من الطلبة الذين تخرجوا هذا العام من التعبير عن فرحتهم بالتخرج، التي كانوا ينتظرونها بفارغ الصبر، فأصبح الاحتفال بالنسبة لهم حلماً يصعب تحقيقه بعد انتشار الفيروس الذي غيّر ملامح الحياة.
الاحتفال مع الاسرة 
وقالت هند علي (25 عاماً)، التي اخفت حزنها برسم الابتسامة على شفتيها : “بعد انتشار وباء كورونا اصبح خروجي من المنزل نادراً، بسبب خوف والدتي الشديد من اصابتي بالفيروس، لكون مناعتي ضعيفة جداً، فلم يكن بوسعي غير القيام بحفل مع اسرتي داخل المنزل”.  
 
حلم ضائع 
ارتداء ثوب وقبعة التخرج، ثم التقاط الصور التذكارية مع رفاق الدراسة، تعد من أجمل اللحظات للطالب المتخرج، هذا ما اكدته سلوى حسن (26 عاماً) التي كانت تنتظر تخرجها بفارغ الصبر، لكنها لم تتمكن من المشاركة بسبب تأجيل الحفل وعدم مشاركة اغلبية زملائها وزميلاتها به، اذ تضيف “أصبح يراودني الحزن، كلما شاهدت حفلات التخرج السابقة الموجودة في مواقع التواصل الاجتماعي”. 
 
الاحتفال عن بعد 
يمسك الشاب ياسر كريم الهاتف، مرتدياً الزي الرسمي للتخرج بغرفته، ويجري مكالمة فيديوية مع احد زملائه، للمشاركة بالاحتفال معهم بعد اصابته بالفيروس التي فرضت عليه حجر نفسه حفاظاً على سلامة زملائه، اذ يقول كريم : “اكملت جميع مستلزمات التخرج، وكنت على اتم الاستعداد للمشاركة مع زملائي بهذا الفرح، لكن اصابتي بالفيروس حرمتني من رؤية زملائي والاحتفال معهم، اذ لم يكن بوسعي عمل شيء غير المشاركة معهم  في اليوم المميز عبر الهاتف”. 
 
تأجيل العام الدراسي 
تدفع رغبة الاحتفال في قاعة كبيرة، وبحضور الطلبة واسرهم وأصدقائهم، كما كان في السابق الى تأجيل الدراسة الى العام المقبل مع الدفعة الجديدة، لحين تحسن الظروف والاستمتاع بتخرجهم، هذا ما اخبرنا به في معرض حديثه الطالب رياض كاظم (26 عاماً) الذي فضل ترك العام الدراسي، هو و زميله، وقررا الالتحاق بالعام المقبل على الامل أن تتحسن الظروف ، اذ يقول : “الاحتفال بالتخرج يعد من اهم المناسبات ليس بالنسبة لي فقط، بل حتى لوالدتي كوني ولدها الوحيد، فهي تنتظر هذا اليوم منذ مدة طويلة”. 
 
قلة المشاركين 
يقف يوسف جبر (25 عاماً) مع مجموعة من زملائه الذي لا يتجاوز عددهم اصابع اليد على المدرج استعداداً لاخذ الصورة التذكارية، اذ يقول يوسف الذي بدا عليه التذمر والغضب: “الكثير من زملائي رفضوا الحفل بسبب خوفهم من الاصابة بفيروس كورونا، واكتفوا بأخذ صورة التخرج،  وبالرغم من  ذلك تغيب عدد كبير منهم، ولم تسنح لهم الفرصة لكي يروا حتى اساتذة القسم الذين لم يحضر منهم الا القليل”. 
 
القرارات الارتجاليَّة 
  حفل التخرج حق للطالب بعد جهد علمي ومثابرة وحرص، فمن حقه أن يحتفل بمناسبة تخرجه، اذ يقول الاستاذ الجامعي د. عبد الباسط سلمان : “ حال فيروس كورونا دون قيام اي تجمع، فقد تأثرت حفلات التخرج، كما حفلات التعارف، ولأن حفلة التخرج بالنسبة للطالب واحدة من اهم المناسبات في حياته، كونها مرحلية تتزامن في ربيع حياته، لذا كان ينبغي توفير المناخ والبيئة المناسبين للاحتفال بهذه النخب من بناة الوطن”.
 مؤكداً انه “تأثرت هذه الحفلات ببعض القرارات الارتجالية لبعض المؤسسات التعليمية، بمنعها او تقييدها وما الى ذلك، والتي قد تكون من جانب الحرص على الطلبة، لاسيما في الفترات والمناطق التي تعرضت الى تهديدات بالاصابة”.