كاظم الحسن
تمثل هذه السنة الأليمة في حياة البشرية انعطافة خطيرة في العلاقات الاجتماعية وشؤونها العامة، ناهيك عن اضرارها الاقتصادية والصحية المتعددة . فقد تركت ندوبا وأهوالا لايمكن نسيانها.
وقد يكون قول إحدى الصحف دقيقا وفي محله حين وصفت، هذا الداء بأن ما يمر به العالم هول يمحو الآخر، بمعنى آخر أن الابادات التي حدثت في الحرب العالمية الثانية، سواء كانت في المانيا الهتلرية او في الاتحاد السوفيتي في زمن ستالين او في زمن بول بوت في كمبوديا او الابادة الكيميائية للكرد في حلبجة هي الأعنف في التاريخ، الا أن هذ الجائحة تجاوزت هذ الماساة الرهيبة وكأن الطبيعة تنتقم لنفسها هذه المرة.
ربما قد تكون الجائحة هي الاكثر قسوة في العلاقات الانسانية، حيث كانت التدابير الصحية الوقائية تعتمد على التباعد الاجتماعي والاعتكاف المنزلي والخوف من الاماكن العامة، وهذا بطبيعته يولد الكآبة وامراض نفسية متعددة، وفي احصائية عن التداعيات النفسية لهذا الوباء في الولايات المتحدة الأميركية، فقد تبين ان ما يربو عن 20 بالمئة من نسبة السكان مصابة بالكآبة، وهذ لم يحدث في احداث 11 سبتمبر الكارثية، التي اصابت الولايات المتحدة الاميركية، وهو يكشف عن مدى الاهوال، التي خلفتها هذه الجائحة المخيفة، وهي تكشر عن انيابها وتفتك بالبشر، خلال مدة تكاد تقترب من العام، حتى أن إحدى الصحف الغربية اطلقت عليه، حدث العام 2020.
وهذا الوباء كأنما يجدد نفسه في العام الجديد، حيث ظهر في نسخة جديدة او سلالة مطورة وحتى هذه اللحظة، العالم لم يستفق من قديم هذا الوباء، ليظهر بصورة اكثر تعقيدا مما سبق.
وكأننا نعيش سباقا للتسلح، ليس له اجل ولكنه سباق لكشف اللقاح المضاد للجائحة الخبيثة المستترة في تطور تسلسلي خفي، يسبق العلم في خطوات، على الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها دول العالم في سبيل مكافحته والحد من خطورته وتداعياته، التي اصابت العالم بالشلل التام وقيدت من حركة الناس واعمالهم وشؤونهم الخاصة والعامة، سمعنا الكثير من الوعود عن قرب نهاية هذا الوباء الفتاك وعن عرض الكثير من اللقاحات المضادة له، الا أن النتائج على الارض ما زالت بعيدة المنال، وفيها الكثير من المحاذير والمخاطر الامر الذي دعا الرؤساء والمسؤولين الى تجربة هذا اللقاح مثل الرئيس الحالي للولايات المتحدة الاميركية، جو بايدن وكذلك مايك بنس نائب الرئيس السابق دونالد ترامب وغيرهم، لكي يبددوا الشكوك حول اللقاح الجديد، انها حالة غير مجربة سابقا ولذلك العالم وقف ازاءها حائرا ومذهولا، كأنه لم يعِ هذا الدرس القاسي.