رؤوس ومطارق

آراء 2020/12/30
...

 أمجد ياسين 
يبدو أن بعض القوى ترى كل الأشياء مسامير، هي تطبق من حيث تدري مقولة عالم النفس ابراهام ماسلو « إذا كانت المطرقة هي الأداة الوحيدة معك فستعامل كل الأشياء وكأنها مسامير»، يبدو أن هذه القوى لا تجيد غير استعمال مطرقتها عند كل منعطف سياسي صغيرا كان ام كبيرا، 
 اذ تجد نفسها في حال دفاع مستميت، فيصبح الآخر عدوا يجب اسكاته او اخافته بشتى الوسائل واسرعها وأقربها هي أن تلوح بمطرقتها لرؤوس الازمات المسامير، وبهذا تطوي صفحة تعتقد أنها انهتها كما تريد.
إنَّ الازمات لا تحل بهذه الطريقة، فمثلما لديك مطرقة لدى الاخرين مطارق، ربما اقوى منك واكبر، فأنتم تمنحون طريقتكم هذه شرعية ليستعملها المقابل اذا ما يئس منكم، نحن بحاجة حقيقية الى تغليب لغة الحوار لا القوة ، لأن الاستمرار بذات المنهج قد وضعكم في خانة الاتهام المباشر نتيجة سياساتكم او من يحسب عليكم، وبدلا من معالجة الامور بحكمة، تنطلق التصريحات من هنا وهناك لتزيدها اشتعالا وتوترا، وكأنكم لا تستطيعون التعبير عن انفسكم الا بافتعال الأزمات.
لقد فشلت كل الحركات والقوى التي استخدمت السلاح في وجه الشعب، ولن يكون ضمير العالم مدفونا مع الضحية بعد الآن، وستأكل الأزمات والأيام من جرفكم لا محالة، اذا لم تتحولوا الى حركات سياسية مدنية حقيقية تنبذ استخدام القوة، فالعراق ليس في حالة حرب كما تصورونه، نعم هناك عمليات تتم معالجتها من قبل الجيش، لبقايا عصابات داعش الارهابية، ولكن على المستوى السياسي فإن المشكلات اغلبها حزبية لا علاقة للوطن او المواطن فيها، سوء التخطيط والمحاصصة وسرقة المال العام وتغليب العشيرة والحزب والطائفة لا علاقة للآخرين بها، هي اختيارات من تصدى للعملية السياسية حصرا، اذ لم يجد الحزبي العراقي، ولا أقول السياسي، حلا لمشكلات البلد غير قوننة الفساد والمحاصصة، وقد اثبتت السنوات الـ17 الماضية فشلهم، فلماذا نلقي باللوم على المواطن الذي تكاتفتم على افقاره واضعافه وجعلتموه عاطلا عن العمل في معمله ووزارته بعد ان فتحتوا كل ابواب النهب والاستيراد 
بوجهه.
لقد جُربت المطرقة في ثورة تشرين من العام 2019 ورأت العديد من القوى ان رأس العراقيين اقوى منها، بل كانوا يتدافعون لمواجهتها، فهل من متعض؟