- 1 -
من المفارقات العجيبة أنْ يعمد البنك المركزي العراقي الى رفع سعر صرف الدولار تزامنا مع انخفاض سعره عالمياً.
ولا ندري لماذا اختار البنك المركزي السباحة
ضد التيار؟
- 2 -
واذا كان رفع سعر الدولار ضرورياً، كان على البنك المركزي أنْ يتدرج في رفع سعره، ويبدأ ذلك منذ مطلع عام 2020 لينتهي الى السعر الذي حددّه لنا في نهاية العام، أما هذه الطفرة في الأسعار فانها من أغرب الأخبار .
- 3 -
ونحن نسأل البنك المركزي هل كان ضروريا أنْ تباع مليارات الدولارات بالمزاد بسعر يقل كثيراً عن سعر السوق؟ ولصالح مَنْ كانت تلك العملية الغريبة؟ ولماذا يتخذ القرارات التي تزيد كروش حيتان الفساد تهدلا؟
إنّ الصعود السريع من ( السرداب ) الى (السطح) يبقى غريباً وعَصَياً على التبرير!.
- 4 -
وما جاء في موازنة 2021 هو الآخر يعد غريباً للغاية، بل قاسٍ ومجحف بحق الملايين من المتقاعدين والموظفين، اذ جمعت بين الاستقطاعات من الرواتب وفرض الضرائب، وهذا أمر مُرهق يصعب القبول به.
- 5 -
والغريب أيضا ان ما نسمعه من النُوّاب في الإعلام يختلف كليا عما يقوله صانعو القرار .
ونحن ننتظرُ ما سيقوله النوّاب وهم يناقشون الموازنة المُرسلة اليهم من قبل مجلس الوزراء
وهنا نذكر بما قاله الشاعر العربي قديماً:
اذا اشتبكتْ دُموعٌ في خُدودٍ
تبيّنَ مَنْ بكى مِمَنْ تباكى
- 6 -
ونعيد التأكيد على وجوب السيطرة على المنافذ الحدودية لئلا يكون المستفيد الاول من ايراداتها هم حيتان الفساد .
وتلك الايرادات كفيلة بسد العجز الموجود حاليا.
- 7 -
إنّ ارتفاع اسعار المواد الغذائية في السوق العراقية بشكل فاحش يدق ناقوس الأخطار، لأنه يُرهق المواطنين العراقيين ومنهم الملايين ممن هم تحت خط الفقر .
- 8 -
ومما يقرح القلوب أنْ يكون أبناء العراق – وهو البلد الغنيّ بثرواته – يكابدون ألوان العناء، وتشتد عليهم وطأة المعاناة يوماً بعد يوم، بَدَلَ أنْ تتجه الى تنفيس الاحتقانات والانفراج المأمول .
- 9 -
وأخيراً:
أُضيفت الى المخاضات الصعبة التي يعيشها المواطنون من الوباء – كوفيد ــ 19 مخاضات انخفاض القدرة الشرائية، بعد الانخفاض الكبير في سعر العملة العراقية.
وهذا مما يزيد الطين بلةً، ويرفع منسوب السخط الشعبي، وهو مالا يصح السكوت عليه بحال من الأحوال .
والله المستعان ولا حول ولا قوة الاّ بالله.