الجيش العراقي المفخرة والتاريخ

آراء 2021/01/05
...

  د. بشار قدوري
تمر علينا اليوم الذكرى المئة لتأسيس الجيش العراقي الباسل، ليستذكر العراقيون صفحات من المآثر والبطولات والتضحيات، التي امتدت في كل بقاع الأرض العراقية، من شماله الى جنوبه وعلى عقود طويلة، إذ كانت هذه المؤسسة العسكرية الحصن الحصين للكيان العراقي منذ الولادة.
تاريخ العسكرية في العراق قديم جدا، إذ تشير المصادر الى ان أول جيش نظامي منذ العصور القديمة خلال القرن التاسع قبل الميلاد.
 البداية في العصر الآشوري ومروراً بالعصر الأكدي والبابلي والإسلامي وحتى العصر الحديث، يرجع تاريخ تأسيس الجيش العراقي إلى 6 كانون الثاني 1921 في حكم المملكة العراقية وفي عهد الملك فيصل الأول خلال عهد الانتداب البريطاني للعراق، إذ تأسَست أول وحدة عسكرية مسلحة وسميت بـ (فوج الإمام موسى الكاظم) واعتبر نواة القوات المسلحة الحديثة حاليا، ثم تشكلت أيضا وزارة الدفاع العراقية، التي ترأسها الفريق جعفر العسكري والتي بدأت بتشكيل الفرق العسكرية، فشكل فوج الإمام موسى الكاظم. اتخذت قيادة القوات المسلحة مقرها العام في بغداد في السراي الحكومي، وكذلك شكلت الفرقة الأولى مشاة في الديوانية والفرقة الثانية مشاة في كركوك. 
وتبع ذلك تشكيل القوة الجوية العراقية (الملكية) عام 1931 ثم القوة البحرية العراقية (الملكية) عام 1937.
إنّ أولى الحروب التي خاضها الجيش العراقي في العصر الحديث ضد سلطات الانتداب البريطاني سنة 1941 في أحداث رشيد عالي الكيلاني، وتبع ذلك عدة حروب وانقلابات عسكرية. 
وصل تعداد الجيش العراقي إلى ذروته مع نهاية الحرب العراقية الإيرانية، ليبلغ عدد أفراده مليون جندي، واحتل المرتبة الرابعة عالمياً في سنة 1990 من حيث العدد، أما اليوم يحتل الجيش العراقي المرتبة 59 عالمياً من حيث القوة حسب تصنيف موقع غلوبال باور لعام 2016.
 قد اجتاز الجيش العراقي الحدود في حروب اقليمية خارج العراق، منها كانت مفخرة للبلاد ومنها كانت تجاوزاً لسياسات فاشلة، حيث شارك العراق في الحروب القومية للدفاع عن القدس المحتلة، وأنقذ دمشق والأردن من السقوط في عام 1973 في حرب تشرين، الأمر الذي جعله يمثل إحدى الركائز الرئيسة للأمن القومي العربي.
ولكن هذا الجيش استخدم بطريقة غير عقلانية باتجاه الكويت والسعودية، ابان حرب الخليج الأولى 1991‪ في حرب خاسرة. 
إن بناء الأوطان تبدأ من بناء المؤسسة المستقلة، التي تحمي المجتمع وتحافظ على الحدود والقانون وتحفظ كيان الدولة واستقراره سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.
إنَّ بلدا بعمق العراق يستحق أن يكون موحدا بجيش قوي يتجاوز جميع المعوقات وكل المصالح والتدخلات، إن بلدا مثل العراق لا بدّ أن يتمسك بريادته في قيادة وتوازن المنطقة بجيشه الباسل الذي جمع كل أطياف الشعب، هنا يمثل الجيش العراقي لوحة فسيفساء متلونة بألوان البلاد، حين يرفع علم العراق لا غير من زاخو إلى الفاو، الرحمة والخلود لشهداء جيشنا الباسل .