توجهات الإصلاح

اقتصادية 2021/01/09
...

ياسر المتولي 
 
أقرت الحكومة بهول التحدي الذي خلفته الازمة المالية التي سببها الاول تذبذب اسعار النفط، بعدها اجهزت جائحة كورونا على ما تبقى لترفع من سقف الاثار الموجعة التي شملت كل اقتصادات العالم وبنسب متفاوتة قياساً بالدول الأضعف، ومتقاربة بالدول التي تمتلك اقتصادات قوية .
جاء هذا الاعتراف على لسان رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي خلال لقائه مع نخب من الاكاديميين والاقتصاديين والكتاب والصحفيين ورجال أعمال وسياسة وقانون . وبينما كان فريق رئيس الوزراء يستعرض بعض الانجازات التي حققتها وزاراتهم، كنت أتابع بشغف طريقة عرض الوزراء لأداء وزاراتهم وكانت المؤشرات التي ظهرت تبعث ببصيص أمل  .
بينما خطفت هذه الانجازات ولم تظهر بسبب الاحداث المتواترة فمرت دون ان يتلمسها المواطن، وهذا الاستنتاج جاء على لسان رئيس الحكومة والذي أصر بتأكيده ان فريقه ماض بإنجاز برنامجه المعلن والمقر من قبل البرلمان مهما بلغت التحديات . حسناً هذه مبادرة طيبة بجمع بيوت الخبرة من النخب لمناقشة قضايا الساعة، وما يهمني منها الشأن الاقتصادي ضمن تخصصي واختصاص هذه الصفحة .
من المعروف أن القوة التي يتبارى بها كبار اللاعبين الدوليين ترتكز على اقتصاداتها، وان الاقتصاد سيد الموقف فهو مفتاح المشاكل وكذلك التحديات اذا أحسنت إدارته،، ولكن .. وجهة نظري اتجهت وانا اتابع النقاشات التي دارت في لقاء النخب ان المسألة الأهم كانت لا بد من ان تتركز على اقتراح حلول واقعية فعالة للازمة لا ان يتركز الحديث عن النتائج التي خلفتها كونها عرفت للقاصي والداني هذه ملاحظة اولى أتمنى أن يتحلى الجميع بسعة صدر لهذا التشخيص الهادف .
ثم ذهب بي الخيال وانا متابع متعمق في كل المؤتمرات التي اشارك فيها كمهتم بالشأن الاقتصادي الى اقتراح قد يبدو معقولا، هو ضرورة ان تكون هذه المبادرة الطيبة بدعوة للقاء النخب قبل اي قرار او إجراء او تشريع تتخذه الحكومة، وفضلا عن دعوة  النخب المحلية اشراك كفاءات عراقية خارج الوطن عبر دائرة تلفزيونية مفتوحة لإغناء القرارات بمناقشات كفيلة بإخراج قوانين قادرة على حل التحديات الاقتصادية بما لايتيح للبعض إشغال الدولة بنقاشات غير ذات جدوى .
ثم ان الوقت الذي استغرقه لقاء النخب لم يغطِ عمق التحدي؛ لذلك فإن أي محاولة للاصلاحات الاقتصادية تقع في ذات المأزق .
كنا نتمنى اقتراح حلول لتداعيات تغيير اسعار الصرف لا استعراض اثارها فقط، نعم نحتاج الى تعميق اسلوب ثقافة الافصاح والشفافية بالقوانين والتشريعات والاجراءات الحكومية من خلال عرضها على النخب داخلياً وخارجياً ووفقاً للاختصاصات المطلوبة لإغنائها وإشباعها نقاشاً قبل عرضها على البرلمان لإقرارها.
هذا ماجاد به الفكر من انطباع عن لقاء النخب في أول يوم من العام الجديد.. وشكراً على دعوتي لحضور أول محفل مع هذه النخب والكفاءات الاكاديمية المتخصصة وبعض المهتمين.