هل كان رئيس هولندا رومانسيا؟

آراء 2021/01/19
...

 نوزاد حسن
 لا ادري الى اي حد سيكون الرئيس الهولندي مارك روتي ساذجا له قلب ضعيف ويتصرف بطريقة رومانسية، لو عرضنا قضية استقالة حكومته أمام احد السياسيين الذين ينتقدون الفساد ليل نهار،  ترى ماذا سيقول زعيم الكتلة الواثق من نفسه عن رئيس هولندا وهو يقدم استقالة حكومته بالكامل بسبب اتهام بعض الأسر بالاحتيال الضريبي، وبعد اكتشاف الخطأ عوضت الحكومة الهولندية المتضررين وأغلبهم من الأقليات ومن أصول غير 
هولندية؟.
 في الحقيقة لا يمكن لأي سياسي هنا ان يفهم ما قام به الرئيس الهولندي قبل شهرين من موعد الانتخابات في هولندا، وكما قلت سيكون هذا التصرف غير مفهوم، ولا ينم عن خبرة سياسية حقيقية، وقد لا ابالغ لو قلت اننا لو اجرينا استطلاعا للرأي يشمل هذه الطبقة السياسية التي تحكم البلد منذ سبعة عشر عاما، فسنرى أن اغلب السياسيين لن يفهموا تلك الحساسية الغريبة التي يعاني منها رئيس هولندا مارك روتي، قد يقال عنه إنه ناعم ورقيق أكثر مما يجب، وكان عليه أن يكتفي بالتعويضات ثم يلقي رأسه على وسادته وينام برضا 
كامل.
 أنا لا أفترض شيئا في كلامي، أنا أعرض الواقع، وطريقة التفكير وأقدم صورة عن كل ما جرى، وكيف جرى، وكم سياسي أصيب عندنا بخيبة أمل، أو تعرض لصدمة نفسية أزعجته؟.
 كمواطنين نتعرض لهذه الفوضى السياسية اذا نظرنا الى استقالة حكومة هولندا على أنها سلوك انساني، قبل ان يكون سلوكا سياسيا، وبدأنا بالمقارنة بين ما نعيشه، وما يحدث في أماكن أخرى من العالم، ونحلم أن نصل في يوم من الأيام الى هذه البصيرة السياسية الرائعة، بحيث ينصف الانسان لأنه انسان قبل كل 
شيء.
 اقول دائما ان السياسيين عندنا لن يتعلموا من تجاربهم، ولا من تجارب غيرهم،  وها نحن نعاني من فساد لا يمكن مواجهته، ومن صراعات سياسية لا تنتهي، ومن بطالة، وغير ذلك من المشكلات التي لا حلول لها، ألا يحق لنا أن نتساءل ألم يكن الاجدر بهذه الطبقة السياسية ان تتعلم كيف تتنازل عن مصالحها، لكي نتقدم نحو حياة سياسية أكثر نضجا من هذا الوضع المشين.