دوري فوضوي !!

الرياضة 2021/01/22
...

طه كمر
بعد أن أنهى دورينا الممتاز لكرة القدم جولته الخامسة عشرة ولم يتبقَ له سوى أربع جولات حتى ينهي مرحلته الاولى، أفرزت منافساته العديد من المفارقات منها السلبي ومنها الايجابي، ولو أمعنّا النظر فيها بدقة متناهية نجد ان سلبياته أكثر من ايجابياته من خلال التخبط الواضح لإدارات الأندية التي تحاول جاهدة المسك بزمام الامور بالصورة التي ينبغي أن تكون عليها، وللأسف فمعطيات الحال تنذر بخطر محدق ربما يطيح بماراثون الدوري الذي بات لا يلبي الطموح.
خمس عشرة جولة انقضت ومعها خمس عشرة استقالة لمدربي فرق الدوري أي بمعدل استقالة لكل جولة، وهذا لم يحدث في أعتى دوريات العالم ليدخل بذلك دورينا موسوعة غينيس للأرقام القياسية كونه حطم رقما قياسيا لم نألفه من قبل، وهذا لم يأت اعتباطا بل جاء نتاجا لفوضى عارمة ضربت أطناب مؤسساته الرياضية التي كنا يوما نمنّي النفس أن ترتقي باحترافيتها لتضاهي ما معمول به في دول الخليج على أقل احتمال، بعد أن دخلت أنديته عالم الاحتراف لتتحول الى شركات كبيرة تمول نفسها بنفسها.
اليوم مشكلتنا لم تقف عند تلكؤ فريق ما ليفضي الأمر الى أن تعمد ادارة النادي الى إقالة مدربه أو جهازه الفني برمته، بل ان المشكلة صارت عكسية بعد أن بات المدرب الناجح الذي أوصل فريقه الى بر الأمان من خلال تصاعد نتائجه وتحسن أدائه داخل المستطيل، هو من يمسك بزمام المبادرة لرفع الراية البيضاء ملوحا بالاستقالة التي فاجأت الوسط الرياضي، ليبقى المتابع في حيرة من أمره متسائلا لماذا فرّطت ادارة نادي النجف بمدرب الفريق حسن أحمد الذي حقق نتائج متميزة لكنه ما لبث أن أدار ظهره للاعبيه في منظر دراماتيكي وذهب صوب الطلبة المثقل بالمشكلات الادارية والمالية.
الموضوع لم يقف عند الشاطر حسن بعد أن فوجئ الوسط الرياضي بربان سفينة عندليب الفرات الكابتن جمال علي الذي تزعم فريقه ترتيب اللائحة عندما قدم استقالته هو الآخر، ليبدأ مسلسل الاستقالات ينشط من جديد حتى نال من فريق زاخو الذي يمكننا أن نطلق عليه الحصان الأسود خصوصا انه يقف بالمركز الخامس حصة الأسد، فلم يشفع الاندفاع ولا النتائج الجيدة له لينبري قائد كتيبته أحمد صلاح مقدما استقالته الا انه عدل عنها في الساعات الأخيرة، فالبعض يرى أن هذه الإرهاصات ما هي الا نتاج لدوري فوضوي بكل شيء ما عدا تنظيمه الجيد الذي لم نشهد له مثيلا في المواسم الماضية والذي شهد استمرارية جيدة، الا انه اتسم بعدم استمرارية أنديته بمستوياتها وكذلك بطريقة تعاطيها لمعطيات الواقع الذي ربما يفرض نفسه إزاء تقلبات الزمن.