تقوم الصين والولايات المتحدة ببناء أنظمة بيئية تكنولوجية منفصلة أدت الى أن تدق الشركات الأوروبية ناقوس الخطر: في أنها يجب ان تكون بعيدة عن الصراع، لكن ليس لديها المال أو الحجم للقيام بذلك حيث ان وصول جو بايدن لرئاسة الولايات المتحدة الاميركية لا يغير من الواقع شيئا.
صناعة السيارات
الصين والاتحاد الأوروبي توصلا إلى اتفاق بشأن الحماية المتبادلة للاستثمارات، والتي توجت سبع سنوات من المحادثات بين القوتين الاقتصاديتين. رغم أنها لا تعد اتفاقية تجارة حرة تتعلق بالمعاملات التجارية، ولكنها نص يهدف إلى ضمان ظروف نشاطات رجال الاعمال لدى استثمارهم في الاتحاد الأوروبي والصين. صناعة السيارات الأوروبية منزعجة بشكل متزايد من الازدواجية بين الصين والولايات المتحدة.
تثير غرفة التجارة الأوروبية في الصين، وهي جمعية صناعية رائدة للشركات الأوروبية، ناقوس الخطر، فقد أظهر مسح لأعضائها أن الحرب التكنولوجية المتزايدة بين الصين والولايات المتحدة تضر بأعمالهم، لان الفصل الاقتصادي الذي تطبقه كلتا القوتين العظميين نظريا له عواقب وخيمة على صناعة السيارات، من بين أمور أخرى.
وقال الاقتصادي البلجيكي جاكوب غونتر، في ندوة عقدت في بروكسل: ان الشركات الأوروبية في الصين، تستخدم الأجزاء الأميركية في منتجاتها، وكذلك البرمجيات الصينية مثل هذا المنتج يتعرض لخطر التوزيع في أميركا والصين لأن الولايات المتحدة تسأل الآن عن جنسية مطور كود البرنامج هذا، لأنهم يريدون حظر المنتجات الرقمية الصينية. والصين تجعل من الصعب على أوروبا اختيار الحلول الرقمية التي لا تأتي من الشركات المحلية، إذ إن بكين ملتزمة الآن بقيادة التكنولوجيا الخاصة بها.
ويصف الخبير البلجيكي هذا الواقع بالمحبط والمعقد بالنسبة للشركات الأوروبية. وأضاف: انهم يجدون صعوبة في استخدام الخبرة الاجنبية في الصين. يكاد يكون عليهم أن ينحازوا الى أحد الدولتين لأن الشركات الأوروبية أيضا معرضة لخطر الابتلاع في النظام البيئي التكنولوجي الصيني. هناك، تطبق معايير مختلفة جدا للخصوصية والتحكم عن أوروبا. يعتقد 82 بالمئة من جميع اصحاب الاعمال الاوربيين أن البيانات المتباينة وأنظمة الخصوصية في الصين وأوروبا والولايات المتحدة ستؤثر سلبا في مصالحهم التجارية.
نظامان منفصلان
لقد حظرت الولايات المتحدة بالفعل تصدير مكونات عالية التقنية مثل أشباه الموصلات إلى الصين. وردا على ذلك، قامت الشركات الصينية بتخزين أشباه الموصلات، ونتيجة لذلك فإن شركات صناعة السيارات الأوروبية في الصين تعاني بالفعل من نقص خطير، ما يضر بالإنتاج لعدة أشهر، كما يقول جونتر، فالخسائر كبيرة لأن الشركات عليها إعداد نظامين منفصلين تقريبا للإنتاج والبحث والتطوير لتكون آمنة تماما لان مبادرة (الإنترنت النظيف) الاميركية تهدف إلى حظر الصين تماما من البيئة الرقمية الأميركية. وكان جواب بكين هو التركيز على الابتكار المحلي
والاستقلالية.