أ.د. نجاح هادي كبة
يعد المعلم الركن الموجه لعملية توصيل المادة الدراسية للطلبة، سواء كانت علمية ام ادبية، لذلك فان عملية اعداد معلمين ذوي كفاية يتسلحون بالمادة العلمية والادبية والتربوية، أمر بات اكثر ضرورة، إن إعداد المعلم المتخصص في مادة معينة كالرياضيات والكيمياء واللغة العربية يجب أن يكون اعدادا جيدا بوساطة رفده بمعلومات مستجدة او بوساطة المامه بطرائق التدريس واساليبه، ويتطلب ذلك ايضا متابعة كليات المعلمين لهم التي تخرجوا فيها والتواصل معها لرفدهم بما يستجد من مادة علمية او ادبية او تربوية في ميدان تخصصهم العلمي والتربوي، واستخدام ما يسمى بالتعليم عن بعد بوساطة الانترنت في توصيل المواد الدراسية للطلبة، وهو نوع من التعليم المصغر، الذي تدعو الضرورة الى الاهتمام به كمتابعة الطلبة له وانشدادهم اليه لأنه تعليم ( only may ) اي طريق واحد، والاهتمام بتنويع طرائق التدريس واساليبه، كاستخدام المجموعات المصغرة في توصيل المادة الدراسية الى الطلبة، وذلك بتقسيم الطلبة داخل الصف الى عدة مجموعات مصغرة وتكليف كل مجموعة بواجباتها ويقع على المعلم الاهتمام بالنواحي المعرفية والوجدانية والنفس
حركية. فالتخصص بمادة الرياضيات مثلا لا يعفي المعلم من تنمية الجوانب القيمية والعاطفية من خلال أمثلة الرياضيات، مثلما لا يعفي معلم العربية من ذلك، اضافة الى تنمية الجوانب النفس حركية للطلبة كالسرعة في القراءة مع الفهم، وتعد الاختبارات محطات مهمة لنجاح الطلبة او فشلهم وعلى المعلم، الا يعد الاختبار امتحانا ومحنة للطلبة، بل هو وسيلة لقياس قابلية الطلبة على استيعاب المادة الدراسية وان ينصب اهتمام المعلم في التدريس وفي الاختبارات على رفع مستوى الطلبة الى المرحلة العليا من سلم بلوم كالتركيب والتحليل والتقويم، وألا يكتفي بالمرحلة الدنيا من سلم بلوم كالقراءة والتذكر وتقع على المعلم متابعة ما يستجد والمتابعة الدؤوب، ومثال ذلك معلم اللغة العربية عليه ان يفهم مدارس النقد الادبي الحديث كالبنيوية والماركسية والوجودية والمثالية والفلسفة الاسلامية، وان يطلع على ما استجد في الساحة الادبية من تكنيك في السرد وفي الشعر، فكثير من معلمي اللغة العربية لا يعرفون شيئا عن قصيدة النثر وخرق التجنيس، مع ان ذلك صار شغلا شاغلا في الساحة الادبية، كما ان الكثير من معلمينا لم يطلعوا على الادب الاجنبي كالشعر حتى بوساطة الترجمة، وان ذلك ضروري لمعرفة مدى تأثر ادبنا بالادب الاجنبي كل ذلك له علاقة بمتغير جودة التعليم وبأركان العملية التربوية
والتعليمية .