مع تواصل الصراع في اليمن وما يقابله من تردي الوضع الانساني هناك، يكثف المجتمع الدولي محاولاته لانعاش اي بادرة لحلحلة الوضع هناك وإيجاد مخرج لايقاف النزاع المسلح في “اليمن السعيد”. ومع اعلان واشنطن تعليق صفقات بيع الاسلحة الى السعودية والامارات اللتين تشكلان الجزء الابرز من التحالف العربي في الحرب على صنعاء، أكد وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، امس السبت، أن بلاده أوقفت بيع آلاف الصواريخ للسعودية والإمارات، مشيرا إلى التزام روما باستعادة السلام في اليمن وبهدف حماية حقوق الإنسان.
وقال دي مايو في بيان: “هذا عمل اعتبرناه ضروريا ورسالة سلام واضحة تأتي من بلدنا. بالنسبة لنا احترام حقوق الإنسان التزام لا ينفصم». من جهتها، ذكرت الشبكة الإيطالية للسلام ونزع السلاح، أن “قرار روما سيمنع بيع نحو 12700 صاروخ للسعودية».
وأضافت “المبيعات المحظورة جزء من تخصيص إجمالي قدره 20 ألف صاروخ بقيمة تزيد على 400 مليون يورو (485 مليون دولار) تم الاتفاق عليها في عام 2016 في ظل حكومة يسار الوسط بقيادة ماتيو رينزي». ويتعرض رينزي، الذي تسبب في انهيار الحكومة في روما هذا الأسبوع بسحب حزبه “إيطاليا فيفا” من التحالف، لانتقادات بسبب زيارته الأخيرة للسعودية.
بدورهم، رحب نواب حركة “خمس نجوم” في لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية الإيطالية بالقرار الحكومي، مشيرين إلى أنه “سبق أن صوتت لجنة الشؤون الخارجية، هنا في مجلس النواب، في كانون الاول الماضي، لصالح تمديد تجميد بيع الطائرات والذخائر والصواريخ للسعودية والإمارات، ومواد عسكرية بالتأكيد تم استخدامها في الماضي في اليمن».
وأضافوا، في مذكرة صدرت عنهم، “أنه انتصار لنا وللمنظمات الداعمة للسلام، والتي دفعت كثيرا تجاه تحقيق هذا الهدف في السنوات الأخيرة”. في المقابل، أشادت منظمة العفو الدولية، بقرار الرئيس الأميركي، جو بايدن، بتعليق مبيعات الأسلحة مؤقتا.
وقال فيليب ناصيف، مدير برنامج كسب التأييد للشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمنظمة العفو الدولية: إن “قرار الرئيس بايدن بتجميد مبيعات الأسلحة إلى السعودية والإمارات يمثل ارتياحا طيبا فما يقرب من ست سنوات من النزاع في اليمن، الذي أججته عمليات نقل الأسلحة غير المسؤولة، ترك 14 مليون يمني في أشد الحاجة إلى المساعدة الإنسانية”، بحسب ما ذكره الموقع الرسمي للمنظمة.
وتابع أن “تعليق مبيعات الأسلحة من جانب الولايات المتحدة يشكل خطوة إيجابية، ويزيد الضغوط على الدول الأوروبية، وأبرزها المملكة المتحدة وفرنسا، لكي تحذو حذوها، وتتوقف عن تأجيج البؤس البشري في اليمن».
وأضاف ناصيف “فمنذ سنوات ونحن نحذر الدول الغربية من أنها تخاطر بالتواطؤ في جرائم الحرب لأنها تواصل تمكين التحالف الذي تقوده السعودية بتزويده بالأسلحة، وتعترف إدارة بايدن أخيرا بالآثار الكارثية لهذه المبيعات المستمرة.
وجمدت إدارة الرئيس الأميركي الجديد، جو بايدن، مؤقتا بعض مبيعات الأسلحة للإمارات والسعودية لمراجعة هذه الاتفاقات.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن تعهد بايدن خلال حملته الانتخابية بمنع استخدام الأسلحة الأميركية في العمليات العسكرية التي يشنها في اليمن التحالف العربي بقيادة السعودية والذي تشكل فيه الإمارات ثاني أكبر قوة، علما بأن النزاع في هذا البلد العربي الفقير قد أودى بحياة آلاف الأشخاص وأثار مجاعة واسعة النطاق وأزمة إنسانية تعتبر من الأسوأ في العالم.