إسرائيل تلوّح بمهاجمة إيران بشكل «مستقل» عن واشنطن

قضايا عربية ودولية 2021/02/03
...

 عواصم: وكالات
 
لوَّحت إسرائيل أمس الأربعاء، بمهاجمة إيران بصورة مستقلة ومنفردة عن الولايات المتحدة، ورأى وزير شؤون الاستيطان الإسرائيلي تساحي هنغبي أن «واشنطن لن تهاجم البرنامج النووي الإيراني»، مشددا على أنه «يجب على إسرائيل أن تقرر ما إذا كانت ستقبل إيران نووية».

 
وأشار تساحي هنغبي في حديث لقناة «كان» العبرية إلى أنه «سيتعين على إسرائيل أن تقرر ما إذا كانت ستشن مثل هذه الضربة بمفردها، أو تتصالح مع جمهورية إسلامية مسلحة نوويا»، لافتاً إلى أن «إسرائيل ستضطر إلى العمل بشكل مستقل لإزالة هذا الخطر».
وبشأن نظرته المستقبلية لهذا الموضوع، أوضح هنغبي أنه «من الممكن ألا يكون هناك خيار في المستقبل (سوى مهاجمة إيران عسكريا)..آمل أنه عندما تواجه قيادتنا هذه المعضلة، فإنها لن تقبل ذلك (إيران مسلحة نوويا)».
ولفت تساحي هنغبي إلى أن الإيرانيين أثبتوا أن لديهم قدرة «محدودة للغاية»، في الانتقام من إسرائيل، بحسب تعبيره.
بالتزامن مع تصريحات المسؤول الإسرائيلي، أعلنت الولايات المتحدة، فجر أمس الأربعاء، أن حاملة الطائرات «نيميتز» غادرت منطقة عملياتها في الشرق الأوسط، بعد ما يقرب من 10 أشهر من بقائها هناك.
وجاء إرسال الحاملة العملاقة إلى مياه الشرق الأوسط في نهاية فترة رئاسة دونالد ترامب، وسط تصاعد التوترات مع إيران ما رفع التكهنات بإمكانية توجيه واشنطن ضربة عسكرية لطهران.
وأصدر المسؤول الإعلامي لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي، بيانا قال فيه: «حاملة الطائرات (نيميتز) غادرت بحر العرب والأسطول الخامس بعد نشرها لأكثر من 270 يوما وسط توترات مع إيران»، وتابع أن حاملة الطائرات التي يعمل عليها نحو 5 آلاف عسكري، هي «حاليا بين المحيطين الهندي والهادي».
وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى تطلعات الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تجديد المفاوضات مع إيران بشأن الاتفاق النووي، ونقلت عن 3 مسؤولين بوزارة الدفاع قولهم: إن «الحاملة (نيميتز) تلقت أوامر يوم الأحد بالعودة إلى ميناء بريميرتون الرئيس للسفينة، بعد إبقائها لفترة أطول من المعتاد».
وتشير هذه الخطوة إلى تراجع نسبي في التوتر بين واشنطن وطهران، في أعقاب تولي بايدن رئاسة الولايات المتحدة، مع تلميحات إلى احتمال العودة إلى الاتفاق النووي الذي وقع عام 2015، قبل أن ينسحب منه ترامب.
في سياق متصل، ردت واشنطن بفتور أمس الأربعاء على اقتراح إيراني يتضمن اتخاذ واشنطن وطهران خطوات متزامنة للعودة إلى الاتفاق النووي، لكن مسؤولا أميركيا قال إن الموقف لا ينبغي النظر إليه على أنه رفض.
جاء ذلك رداً على اقتراح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الاثنين الماضي طريقا للتغلب على الجمود بين الولايات المتحدة وإيران بشأن من يبدأ أولا في العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس: «لم نجر أي مناقشات مع الإيرانيين ولا أتوقع أن نشرع في ذلك قبل المضي قدما في تلك الخطوات الأولية»، في إشارة إلى مشاورات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مع الحلفاء والشركاء والكونغرس الأميركي.
وأضاف أن «هناك (الكثير) من الخطوات في تلك العملية، قبل أن نصل إلى النقطة التي ننخرط فيها مباشرة مع الإيرانيين ونكون على استعداد لقبول أي نوع من المقترحات». وقال مسؤول أميركي آخر لوكالة «رويترز»، طلب عدم نشر اسمه: إن «تعليقات برايس لا ينبغي النظر إليها على أنها رفض لفكرة ظريف، لكنها تعكس حقيقة أن فريق بايدن المسؤول عن الملف الإيراني تولى مهامه للتو وأنه ملتزم بالتشاور على نطاق واسع». وأردف قائلا: «لا يوجد رفض، لم نبدأ التفاوض مع إيران أو مع أي شخص آخر لأن أولويتنا هي التشاور» مع الشركاء في الاتفاق النووي وفي المنطقة. إلى ذلك، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن بلاده «ستتابع طريقها سواء عادت أطراف الاتفاق النووي إلى الالتزام به أم لم تعد»، مجددا رفض طهران لتعديل الاتفاق أو ضم أطراف أخرى إليه.
وقال روحاني في خطاب متلفز أمس الأربعاء: «الاتفاق النووي ينبغي أن يبقى كما هو، إن عاد الجميع إلى التزاماتهم فأهلا وسهلا وإن لم يعودوا نقول لهم أيضا أهلا وسهلا»، معتبرا أن «على البعض الكف عن التصريح بكلام غير لائق بشأن ضم دول جديدة إلى الاتفاق»، في إشارة إلى فكرة باريس إدراج السعودية في النسخة الجديدة من الاتفاق النووي.