خامنئي يحدد خيارات إيران في العودة للاتفاق النووي

قضايا عربية ودولية 2021/02/07
...

 طهران: محمد صالح صدقيان 
 
حددت إيران أمس الأحد، خياراتها بشأن العودة للاتفاق النووي، وسط مشاورات تجريها الإدارة الأميركية مع شركائها في أوروبا لوضع تصور لإحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الإدارة الأميركية السابقة عام 2017 . 
وقال مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي، في خطاب أمس الأحد، أمام قادة الجيش بمناسبة ذكرى انتصار الثورة الاسلامية: "إذا دعا الآخرون إيران للالتزام بتعهداتها في الاتفاق النووي، فعلى أميركا أن ترفع كل أنواع الحظر وبشكل عملي، فإذا تأكدنا من ذلك ورأينا أن الحظر قد ألغي فعلاً، عند ذلك سنعود الى التزاماتنا في إطار الاتفاق النووي، وهذه هي سياسة إيران التي لا تحيد عنها، وأن جميع المسؤولين في البلد متفقون عليها".
تأكيد المرشد الايراني جاء رسالة واضحة لجميع الأطراف المعنية بالاتفاق النووي من دون أن يستثني الحكومة الايرانية التي تجري مشاورات مع المجموعة الغربية؛ كما أنه وضع حدا للتكهنات التي قالت بإمكانية عودة المفاوضات بين إيران والجانب الأميركي إذا تم تقليص العقوبات، لكن مصادر إيرانية قالت: إن "موقف المرشد يساعد الجانب الأميركي لوضع تصورات عملية تنسجم مع الموقف الإيراني أو على الأقل لا يكون بعيدا عن هذا الموقف". 
ورأى خامنئي في خطابه؛ أن "الدول الأوروبية والولايات المتحدة ليس من حقها وضع شروط لإحياء الاتفاق النووي الذي وضعته تحت أقدامها وتخلت عن كامل التزاماتها المنصوص عليها في هذا الاتفاق"، مشيراً الى أن "إيران التي التزمت بكامل التزاماتها في الاتفاق النووي وحدها تستطيع أن تضع مثل هذه الشروط لإحياء الاتفاق".
وقال المرشد الأعلى في إيران: إن "هدف الولايات المتحدة من الحظر والضغوط القصوى، هو إسقاط الجمهورية الإسلامية، بالشكل الذي أدى بأحد الحمقى في البيت الأبيض الى الإعلان قبل عامين أنهم سيحتفلون في طهران في شباط من عام 2019، والآن فان ذلك الشخص ألقي في مزبلة التاريخ"، في إشارة واضحة لمستشار الأمن القومي السابق جون بولتون. 
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين باساكي، قالت الجمعة الماضية،: إن "الولايات المتحدة سترد بالمثل إذا استأنفت إيران التزامها بالاتفاق النووي الذي قد يكون بمثابة أساس لمزيد من المفاوضات".
بينما أكد كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ان بلاده "مستعدة لاعتماد سياسة الدبلوماسية القصوى"، مشدداً على أنه "لا بديل عنها في المرحلة الحالية"، ورحب عراقجي بتصريحات الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل، مضيفا: "نرحب بأي تغييرات في النهج الأميركي لصالح الاتفاق النووي ورفع العقوبات". 
وفي سياق متصل، كشفت مجلة أميركية النقاب عن رسالة من 41 مسؤولاً عسكرياً وأمنياً ودبلوماسياً أميركياً، للرئيس جو بايدن، تطالبه بالعودة بسرعة إلى الاتفاق النووي مع إيران، بدعوى احتواء ما أسموه بـ"الخطر الإيراني".
وأكدت مجلة "نيوزويك" الأميركية أن "تلك المجموعة قد حذرت بايدن من أن الفشل في القيام بتلك الخطوة المهمة قد يعني حرباً جديدة مكلفة في منطقة الشرق الأوسط".
وأشارت رسالة المجموعة الأميركية إلى أنهم "يؤيدون إعادة القيود على برنامج إيران النووي بالعودة بسرعة للاتفاق، باعتباره نقطة انطلاق لمزيد من المفاوضات مع طهران"، ولفتت الرسالة الى أن "الطريقة التي اتبعها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، كانت كارثية على الأمن القومي لبلادهم، خاصة أنه رفض نهج الدبلوماسية واعتمد على خطاب 
عدائي".