{لقاء الثلاثاء} مواطنو الديوانية يلتقون بمسؤوليها لحل المشكلات

ريبورتاج 2021/02/09
...

 عباس رضا الموسوي 

خصصت محافظة الديوانية يوماً في الاسبوع للقاء المسؤولين بالمواطنين مباشرة لغرض الاستماع الى شكاواهم واحتياجاتهم وآرائهم، بعيداً عن الاجراءات الروتينية التي غالبا ما تكون سبباً بتعثر الحلول، معلنة عن تحديد يوم الثلاثاء من كل أسبوع للقاء مباشر بالمواطنين الذين أخذت أعدادهم تتزايد بسبب النتائج الطيبة التي حققها هذا البرنامج، خصوصاً ان القاعة تضم المحافظ وجميع مديري الدوائر أو من يمثلهم، ما يجعل المعالجة في اغلب القضايا آنية. 

تطوير البرنامج
ويقول محافظ الديوانية زهير الشعلان لـ"الصباح": "ان يوم الثلاثاء بات من الايام الأكثر إنتاجية لعملنا، بسبب وقوفنا مباشرة على هموم ومشكلات وتطلعات المواطنين من مركز وأقضية ونواحي المحافظة، خصوصا ان المشكلات تتعلق بجميع القطاعات وبمختلف مجالات الحياة مشيراً الى انه شدد على ضرورة تواجد مديري الدوائر أو من يمثلهم من أجل ايجاد الحل آنياً، باستثناء بعض المشكلات التي تحتاج الى الوقت والإجراءات".
مؤكداً الاستمرار بهذا اللقاء الأسبوعي وتطويره بالشكل الذي يلبي تطلعات المواطنين الذين عجزوا عن ايجاد الحلول في الدوائر التي يراجعونها لأسباب تتعلق بالروتين الاداري وعدم وجود الآذان الصاغية في بعض الأحيان. 
 
تزايد الأعداد
ولان البرامج التي تعنى بايجاد الحلول لمشكلات المواطنين تحتاج الى متابعة دقيقة تهدف الى تحقيق الحل كي لا يبقى حبرا على ورق، فان احد أقسام المحافظة أخذ على عاتقه تنظيم اللقاءات ومتابعة تنفيذ القرارات، اذ يقول مدير قسم شؤون المواطنين في المحافظة نزهان فريد: "ان النتائج الجيدة التي حققها برنامج لقاء المحافظ ومديري الدوائر مباشرة كل يوم ثلاثاء زادت من أعداد المواطنين الذين لم يجدوا حلا لمشكلاتهم، الامر الذي جعلنا نمدد وقت اللقاء لساعات إضافية ونشكل لجانا لمتابعة تنفيذ القرار المتخذ".
مشيراً الى أن "المشكلات التي يطرحها المواطنون أمام المسؤولين متنوعة، ولكن اغلبها بشأن تأخر إنجاز المعاملات وضعف الخدمات والسكن والفقر والبطالة". 
 
مواطنون غاضبون
من المؤكد ان مثل هذه اللقاءات التي تجمع صاحب المشكلة بالمسؤول عنها لا تخلو من التوترات خصوصا ان المواطن تحمل الكثير من العناء خلال السنوات الماضية، وعن هذا يقول الحاج علي الجابري (70 عاما): "لقد اتيت مع عدد من ابناء المنطقة لحل مشكلة الخدمات في دور ضباط الصف، وبسبب تأخر دورنا بالحديث مع المحافظ لكثرة الحضور، فقد غضب أصحابي وغادروا، الا انني انتظرت واوضحت مشكلتنا، وتم الإيعاز بحلها خلال الاسبوع الحالي".
بينما يقول محمد الكرعاوي (32 عاما): "ان سبب حزني كوننا أسرة شهيد ولم نحصل على قطعة ارض سكنية، ومازلنا نسكن في الإيجار وان المحافظ اكد أن البلدية ماضية باجراءات الفرز في مركز المحافظة، وهذا يعني اننا سنبقى في الإيجار لأشهر أخرى".
 
إهمال الدوائر
اعتقد أن مثل هذا البرنامج (تخصيص يوم في الاسبوع للقاء المحافظ بالمواطنين) يشير الى فشل اغلب الدوائر بإنجاز مطالب واحتياجات المواطنين ومعالجة الشكاوى التي يتقدمون بها، الامر الذي فرض على الحكومة المحلية تبني مثل هذا المشروع، اذ يقول علي الشرموطي استاذ في علم النفس: "ان الضغط النفسي الذي يتعرض له المواطن أخذ بالتزايد، خصوصا ان اكثر احتياجاته ومطالبه لا يتم تحقيقها من قبل الدوائر الحكومية، لذلك فانه يجد في مثل هذه اللقاءات المباشرة مع المسؤولين فرصة للتحدث عن مشكلته التي قد يكون حلها بسيطا، لو ابدت الدائرة نوعا من الاهتمام بهموم المواطنين".
مضيفاً "لقد اثبتت التجارب ان الدوائر الحكومية لا تنهض بأعباء المسؤولية مادامت الرقابة ضعيفة والحساب غير موجود، ما يزيد من الإهمال والمحسوبية والمجاملات وغيرها من الظواهر السلبية التي انهكت كاهل المواطنين وأثرت بشكل مباشر في اوضاعهم النفسية، لاسيما ان اغلبهم باتوا فاقدين للثقة بإنجاز معاملاتهم من دون المزيد من العناء والتأخير".
 
الحل الأمثل
تبقى المشكلات التي يعاني منها المواطن في تزايد ان لم تكن هناك حلول جذرية، اذ ان تطوير آلية العمل في الدائرة وتحسين الاداء وتفعيل عنصر المتابعة ضرورة للحد من مشكلات المواطنين، اذ يضيف الشرموطي "ان الحل الأمثل للتخلص من المشكلات يكمن في الارتقاء بواقع عمل الدوائر من كل الجوانب، وفتح منافذ حقيقية لشكاوى المواطنين، وتشكيل لجان جادة لدراستها وإيجاد الحلول المناسبة لها، على عكس ما يجري الان من تقاعس واهمال، بالإضافة الى محاسبة المهمل مهما كان منصبه، وهذه الاجراءات طبيعية جدا وقانونية وهي الحل الأمثل للقضاء على منابع الإهمال والفساد بكل اشكاله".
 
ايجاد وتسريع الحلول
ومن اجل تحقيق النجاح المرجو من البرامج التي تعنى بمشكلات المواطنين يفترض ايجاد الحلول المناسبة والتسريع بتنفيذها، لذا يقول معاون مدير بلدية الديوانية لشؤون الخدمات محمد عبد الرضا "ان البلدية ترى ببرنامج (لقاء الثلاثاء) الذي يجمع المحافظ ومديري الدوائر من جهة والمواطنين من جهة أخرى فرصة للوقوف على ابرز المشكلات التي يعاني منها الأهالي".
مشيراً الى أن "التوجيهات التي صدرت من قبل بلدية الديوانية نصت على ضرورة ايجاد الحلول الملائمة للمشكلات والتسريع بتنفيذها بعيدا عن الروتين الاداري، خصوصا تلك التي تتعلق بتنفيذ حملات الجهد البلدي داخل الأحياء السكنية والتي مازالت متواصلة رغم قلة الإمكانيات".