أ.د.نجاح هادي كبة
تؤدي طريقة التدريس دورا مهما في معايير جودة التعليم؛ لأنها تبعد العشوائية عن عملية توصيل المادة العلمية والادبية بين المرسل (المعلم) والمستقبل (الطالب) فهي فضلا عن ذلك وسيلة لقوة شخصية المعلم وجودة تعليمية لأنها تختصر الكثير من الوقت والجهد في عملية التوصيل بين المعلم والطالب وتوفر العلاقة التربوية السليمة ومعرفة المعلم للطرائق والاساليب التربوية تساعد المعلم على توصيل المادة الدراسية على الرغم من وجود فروق فردية بين الطلبة في الذكاء، فجودة التعليم تقتضي ألا يجمد المعلم على طريقة واحدة في توصيل المادة الدراسية للطلبة بل عليه ان يستعمل اكثر من طريقة في توصيل المادة
للطلبة.
والكثير من المعلمين يجمدون على طريقة المحاضرة او الالقاء lecture method في توصيل المادة الدراسية، فالمعلم يلقي المحاضرة والطالب يستمع، وفي هذه الطريقة محاسن ومساوئ، فمن محاسنها سرعة إكمال المنهج وسيطرة المعلم على الصف، كما أنها تصلح للصفوف المزدحمة بالطلبة، اما مساوئها فأكثر من محاسنها لأنها قد تصرف ذهن الطالب عن متابعة المعلم في الالقاء فقد يعيش الطالب في الحيز المادي (غرفة الصف) وتفكيره في حيز اخر خارج الصف .... لذلك يرى بعض التربويين ان يكون لكل طالب طريقة خاصة تلائم مستواه العقلي والعمري، وهذه الجودة في التعليم تصطدم بعوائق تتعلق بالوقت والجهد وتحتاج الى جهود وخبرة من لدن المعلم الذي يقوم بعملية التدريس، وبناء على ذلك يرى الكثير من التربويين بدائل لذلك وهو استخدام المعلم طريقة الاستجواب بينه وبين الطلبة او بين الطلبة بعضهم ببعض “( وتسمى طريقة “الاسئلة الصفية” وهي طريقة قديمة قدم التربية نفسها، يقوم فيها المدرس بإلقاء الاسئلة على المتعلمين ولا تزال هذه الطريقة من أكثر طرائق التدريس شيوعا حتى يومنا الحاضر وليس ذلك إلا لأن هذه الطريقة تعد أداة طيبة لانعاش ذاكرة المتعلمين وتجعلهم اكثر فهما بل وتوصلهم الى مستويات عالية من التعليم) “متمم جمال الياسري، طريقة الاستجواب، جامعة بابل، كلية التربية للعلوم الانسانية، عن الانترنيت
2018م”.
ومعلوم أن المناقشة انواع منها (الاسلوب الثنائي الجدلي) وهو ان يتحاور طالبان في المادة الدراسية بشكل جدلي، ومن المناقشة اسلوب الندوة (السمبوزم)، وهو ان يكون توصيل الدرس على شكل ندوة يشترك فيها (4-5) من الطلاب لتوضيح الدرس امام زملائهم من الطلبة، وكل فرد من افراد الندوة يوضح جانبا من الدرس، وبعدها تدور المناقشة بين اصحاب الندوة والطلبة، ويكون دور المعلم المشرف او الهادي في توجيه الندوة ملخصا ومركزا على اهم جوانبه، ان توصيل المادة الدراسية بأسلوب الندوة هو شكل متطور لأسلوب وطريقة المناقشة فهي تساعد على جودة اداء الطلبة وتزيد من معيار اكتسابهم المادة الدراسية فتشعر الطلبة بأهميتهم فتزداد قوة شخصيتهم ويتطور مستواهم المعرفي والوجداني والنفس حركي، والندوة لا تعني إلغاء دور المعلم في الصف فالأدبيات التربوية ترى ان الدرس ملك الطالب وان المعلم ليس كالاقطاعي السيد المطاع في الصف بل هو الهادي والمشرف على توصيل المادة الدراسية، ولا بد من ان اشير الى ان اسلوب الندوة (السمبوزم) يلائم تعليم الطلبة في مرحلة سن المراهقة بخاصة.
ومن الطرائق والاساليب التعليمية “التعليم التعاوني” وهو نوع من التعليم المصغر، إذ يقسم المعلم طلبة الصف على شكل مجموعات ويكلف كل مجموعة بأداء جانب من الدرس خارج الصف، وفي اليوم التالي تبدأ المحاضرة ويبدأ طلبة كل مجموعة بطرح ماكلفهم به المعلم من أداء للدرس، ثم تبدأ المناقشة بين الطلبة بعضهم ببعض او مع المعلم وطريقة المجموعات المصغرة يختارها المعلم من مستويات ذات فروق فردية في الذكاء لكي يستفيد الطالب من زميله الاذكى، وهناك طرائق واساليب عديدة يطول المقام لتوضيحها تدخل في كفاية جودة
التعليم.