رياضتنا وأهل السياسة

الرياضة 2021/02/15
...

خالد جاسم
أجد في اقتحام الساحة السياسية من قبل الرياضيين فرصة كبيرة بل ومحاولة لا بد منها لأجل تحقيق مكتسبات وفوائد للرياضة وأهلها لا سيما إذا كان الرياضي الذي شمر عن ساعديه وعزم على ارتداء ثوب السياسي يمتلك حسا وعزما وإرادة على توظيف منصبه أو موقعه السياسي المرتقب لأجل خدمة الرياضة والرياضيين وليس أن يكون متحفزا للمنصب وبلوغ هذا الموقع أو ذاك لأجل نفسه فقط أو يريد من خلال صعود درجات السلم السياسي تحقيق ماعجز عن تحقيقه من غايات مصلحية ومكتسبات وامتيازات خاصة في الميدان الرياضي ,ولا شك أيضا ان نجاح أهل الرياضة في الظفر بمقاعد سياسية سواء في البرلمان أو الحكومة أو المجالس المحلية أو حتى لو كتب لهذا الرياضي أو ذاك أن يصبح وزيرا أو وكيلا لوزير أو حتى مديرا عاما فهو أفضل بكثير من أن تأتي شخصية سياسية أو بعيدة عن الرياضة تعتلي تلك المواقع التي قد تكون لها صلة مباشرة بالشأن الرياضي .
ومن هنا ومع ايماننا العميق بالنوايا المخلصة والأهداف النبيلة لبعض الشخصيات الحزبية والسياسية سواء من كانوا في السلطة الحكومية أو خارجها في سياق دعمهم ورعايتهم للرياضة في هذا المفصل أو ذاك الا أن مبدأ التنسيق والتعاون مع المؤسسات الرياضية المعنية يجب أن يكون هو الاطار العام الذي يغلف كل جهد مادي واعتباري تنهض به الشخصيات السياسية والحزبية من أجل المصلحة الرياضية وليس أن يوظف في اتجاهات تخدم الأجندة السياسية والمصلحة الحزبية خصوصا مع اقتراب كل مولد انتخابي وتحديدا الانتخابات التشريعية . ومن خلال متابعتنا لبعض صور الدعم التي قدمتها بعض الشخصيات السياسية للرياضة تتجسد لنا الصورة الناصعة لهذا الدعم الذي ينصب في المصلحة الرياضية عموما وفي صالح بعض الفعاليات أو الألعاب بشكل خاص بعيدا عن التوجهات والأهداف الحزبية والسياسية لأننا وعلى مر الأعوام الماضية تابعنا مع بدايات الحمى الانتخابية المبكرة الخاصة بمجالس المحافظات والبرلمان وتسارع وتسابق الأحزاب والشخصيات السياسية والحزبية في تحشيد الرأي العام عبر محاولات مختلفة الاتجاهات والأشكال من أجل كسب تعاطف الناس واستقطاب اهتمامهم والعزف على مختلف الأوتار من أجل ضمان أصواتهم ,كانت للرياضة واهلها حصة متميزة في هذا السباق الانتخابي المبكر والمكشوف في نواياه وأهدافه ودوافع القائمين عليه من مختلف الجهات السياسية والحزبية ,.ونتمنى أن نجد بين رجال الأحزاب وأهل السياسة شخصيات رصينة في دعم الرياضة العراقية بكل ماهو مفيد على أرض الواقع وليس تذكر هذه الرياضة وأهلها مع اقتراب موعد كل مولد انتخابي , مع التذكير مرة أخرى أن يكون دعم أهل السياسة للرياضة مع الأهداف النبيلة والنوايا الحسنة من خلال القنوات الرسمية للرياضة , مع تجديد التأكيد على مبدأ عدم تسييس الرياضة , أن تغرد رياضتنا خارج السرب الحكومي بل يجب ان تنسجم اتجاهاتها ومنعطفاتها في كل الفصول والمواسم مع الخط الوطني للدولة ومع النهج الحكومي الذي يبتغي صالح الوطن ومصلحة الرياضة , كما نحن مع مبدأ اقتحام أهل الرياضة للميدان السياسي طالما إن الهدف أو الغاية الأسمى هو ترييض السياسة وليس العكس ,ولأننا بحاجة ماسة لأن يكون لرياضتنا صوت قوي وحضور مؤثر في الساحة السياسية وبين أهل القرار السياسي والسلطة الحكومية لأجل تعويض ما فات من عمر رياضتنا وتجسد باهمال صريح من أهل السياسة أنفسهم والذين لم نجن من معظمهم سوى الوعود والتمنيات فقط ..!!