السباحة في الرمال!!  

الرياضة 2021/02/23
...

علي رياح  

 
الأصل والفرع والتفاصيل والآثار في مشكلة نادي الطلبة أن الكل يتحدث في الوقت نفسه، ولا أحد يريد أن يستمع برغم أن الله منح كلا منا لسانا واحدا وأذنين .. فقد صارت للمشكلة امتدادات، وأصبح الحديث يغري أهل الشأن، وكذلك من لا صلة له ويدّعي أنه المحلل الذي يملك مفتاح الحلول!.  
منذ مواسم عديدة مديدة والنادي يعاني الأزمة بوجهيها: قلة المال وسوء الإدارة ، والحديث في العلن الآن كان يجري في صوت خفيض حتى تفاقمت الأزمة حد الهبوط إلى المركز السابع عشر الذي يهدد الانيق بسوء المآل، وهنا رأينا من يتحرك حاملا شعار التغيير أو الإنقاذ أو الإصلاح .. في النهاية اختلطت الشعارات بالنيات، وما زال النادي في علته الشديدة لم يبرأ من جراحه ، ولم يكتسب أي قدر من الشفاء، فبينما يكثر أصحاب الرأي ، تغيب الحلول الفعلية!.  
في رأيي وهذا ما ذكرته قبل سبع سنوات في مقال (أعيدوا الطلبة إلى الأنيق)، أن الكل متورط في الذي جرى للنادي والذي يجري عليه الآن .. ابتداءً من الجانب الحكومي المتمثل في وزارة التعليم العالي التي درجت على دعم النادي وتبنـّيه، ولكن موقفها لم يكن مفهوما أبدا في السنوات الأخيرة .. الوزارة تقول إن الكثير من الملفات قد تراكمت لديها وإن لديها موقفا من مصير الدعم الذي تقدمه موسميا وأين يذهب، لهذا كانت في كل مرة تعد بمواصلة الدعم ثم تحجم عن تقديمه ولا تقدم تفسيرا ، بينما لا تتخذ في الجانب الآخر أية خطوة عملية للبحث عن المشكلة في عمق النادي وليس عبر ما يتناهى الى أسماعها من أقوال واتهامات!.  
الوزارة تركت المشكلة تتفاقم لأنها لم تحرك ساكنا على طريق الحل حتى في الأيام العصيبة السوداء التي مرّ بها النادي وتعالت فيها أصوات مشجعيه ، وأرجو أن يذكرني مسؤول في الوزارة بخطوة عملية وصولا إلى معالجة وضع النادي إداريا ثم ماليا، وقد كان هذا مبررا كافيا للممارسات الخاطئة أن تستمر ، بينما كان النادي يدفع الثمن ، وهكذا صارت الدوامة تتكرر بين هدوء يخفي الأزمة ، وهتافات تبرز ثم تخبو .. والنادي على سكة التدهور لم يقبض سوى الوعود!.  
إن كانت هناك نية حسنة فعلية إيجابية لإصلاح وضع نادي الطلبة ، فيجب أن تبدأ من الوزارة نفسها وعلى نحو حاسم وجدي وأخير .. هي وحدها التي تملك السلطة الكافية في التأثير، أما مبادرات التدخل الفردي لتبني النادي التي تأتي من هذا الطرف أو ذاك ، فهي تستحق الإشادة إن كانت صافية النية ، ولكن شريطة أن يمر كل ما نسمع عنه ولا نراه ، عبر بوابة الوزارة .. فهي - برأيي - الضامن والضمان.