لا نريد عنباً!

الرياضة 2021/03/01
...

طه كمر
(ما نريد العنب نريد سلتنا) مثل شعبي دارج سمعناه منذ عشرات السنين وما زلنا نسمعه ونتناوله باستمرار ، عندما لا نستفيد أو لا نحقق مبدأ الفائدة من موضوع معين فنحاول التنازل عن محتوى الوعاء ونحافظ على وعائنا فقط ، أي ان السلة عادة تحتوي العنب ونحن وصلنا لمرحلة نتنازل عن العنب حفاظا على السلة ، وهذا ما دفعني اليوم للكتابة عن موضوع كرة السلة العراقية التي عانت الأمرّين ، خصوصا في الآونة الأخيرة بعد أن تقاذفتها رياح عاتية جعلتها مشتتة ممزقة لا تقوى على مجابهة أضعف منتخبات القارة الصفراء.
منتخبنا الوطني كانت لديه فرصة ذهبية قد لا تتكرر مرة أخرى عندما أوقعته القرعة في المجموعة الرابعة الى جانب منتخبات لبنان والهند والبحرين ، بالتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2023 في الفلبين واندونيسيا واليابان ، لكنه للأسف خسر جميع مبارياته من دون تحقيق أي فوز اعتباري على الأقل ، وهذه الإخفاقة لم تأت اعتباطا بل جاءت نتيجة وهن وترهل وتخبط عمل المنظومة السلوية ، وهذا ما أفصحت عنه الظروف والأجواء التي تلم بسلتنا عن عدم مثاليتها وجاهزيتها لمواجهة أضعف منتخبات المنطقة.
اتحاد تعصف به مشكلات جمّة جعلت أبناءه الذين بنوا مجده العتيد مغيبين بفعل فاعل بعد أن حفروا أسماءهم بأحرف من ذهب على جدران برجه العاجي الذي يجسد تاريخ السلة العراقية ، لنراهم اليوم يندبون حظهم انهم ليسوا باستطاعتهم فعل شيء يرومون منه تصحيح المسار ، والا بماذا يفسر هزيمة منتخبنا لست مرات أمام منتخبات ليست بأفضل حالً منه ، فما كان بالإمكان أفضل مما كان على الأقل لخطف البطاقة الثالثة عن المجموعة التي ربما تفتح لنا باب السعد ، وتجعلنا بوضع أفضل مما آل اليه حال اسود الرافدين الذين خفت زئيرهم وباتوا لا يقوون على المواجهة.
فرصة تلاشت وقد لا تأتي مثيلتها فالحظ يطرق الباب مرة واحدة وبعدها نمني النفس بالبحث والتنقيب عنه بعد أن استقر في غياهب الجب ، لنبدأ بحساب السنين حتى تمضي أربع سنوات كي نعاود الإعداد مجددا لاستحقاق جديد ، لكن المعضلة أن أغلب لاعبي منتخبنا سوف يسرّحون ليكونوا خارج الخدمة وهذا مايدفعنا الى بناء جيل جديد ، لكن هل ياترى سنبني جيلا بمقدوره التأهل الذي بات عصيا علينا؟ أم ان سلتنا ستبقى مترنحة ممزقة بكرات شتى لمختلف الجنسيات ، بالتأكيد كل شيء متوقع اذا مابقي الحبل على الغارب وبقيت الامور على عواهنها بعيدا عن البناء والتجديد الذي لا يأتي اعتباطا بل من انتفاضة الحريصين على اسم العراق وهم كثيرون لكنهم يقفون وقوف المتفرجين.