مشاورات ستراتيجيَّة أميركيَّة إسرائيليَّة بشأن إيران

قضايا عربية ودولية 2021/03/13
...

  واشنطن: وكالات 
 
أعلن البيت الأبيض أنَّ مسؤولين كباراً من الولايات المتحدة وإسرائيل ناقشوا المخاوف بشأن إيران في أول اجتماع افتراضي لمجموعة ثنائيَّة ستراتيجيَّة، وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض إيميلي هورن: إنَّ «مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ونظيره الإسرائيلي مئير بن شبات كانا على رأس وفدي البلدين». وأضافت، «تبادل الجانبان وجهات النظر خلال المناقشات بشأن القضايا الأمنيَّة الإقليميَّة ذات الاهتمام والمخاوف المشتركة، بما فيها قضيَّة إيران، وعبرا عن تصميم مشترك على التصدي للتحديات والتهديدات التي تواجه المنطقة»، وأشارت إلى أنَّ «الجانبين اتفقا على مواصلة الحوار في المستقبل».

وصورت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الاجتماع بأنَّه ضمن جهودها للتشاور مع الحلفاء والشركاء مع سعيها لجذب إيران إلى محادثات بشأن عودة طهران وواشنطن للالتزام بالاتفاق النووي الموقع عام 2015.
إلى ذلك، سألت النائبة الديمقراطيَّة المسلمة في مجلس النواب الأميركي إلهان عمر، وزير الخارجيَّة أنتوني بلينكن عن سبب عدم عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي أولاً باعتبارها هي التي خرجت منه.
وخلال جلسة استماع في لجنة الشؤون الخارجيَّة بمجلس النواب، أجاب بلينكن عن سؤال عمر، قائلاً: «لا يمكن العودة للاتفاق النووي بمجرد الضغط على زر، لقد خرجنا منه قبل 3 أعوام وللأسف ابتعد الإيرانيون عن التزاماتهم أكثر فأكثر، لذا فإن هناك قضايا باعثة على التحدي ينبغي البحث حولها».
كما دافع بلينكن عن الاتفاق، مؤكداً أنَّ «كبح برنامج طهران النووي يصبُّ في مصلحة واشنطن»، لكنَّه استبعد تقديم تنازلات لتأمين المحادثات مع الحكومة الإيرانيَّة، وكرر موقف بلاده بأنَّ على إيران اتخاذ الخطوة الأولى للالتزام بالاتفاق النووي، موضحاً أنَّ العقوبات لن ترفع قبل ذلك.
وقال بلينكن: «لدينا مصلحة في إعادة إيران إلى الاتفاق، لكن لدينا مشكلات أساسيَّة مع تصرفات إيران سواء من دعمها للإرهاب أو برنامج الصواريخ الباليستيَّة أو أعمالها المزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء المنطقة»، بحسب مزاعم الوزير الأميركي.
من جانب آخر، كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركيَّة عن أنَّ إسرائيل استهدفت ما لا يقل عن 12 ناقلة نفط إيرانيَّة أو تحمل نفطاً إيرانياً متجهة إلى سوريا خلال السنة ونصف السنة الماضية.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها يستند إلى أقوال مسؤولين أميركيين وإقليميين، أنَّه منذ أواخر عام 2019 استخدمت إسرائيل أسلحة تشمل ألغاماً بحريَّة لضرب السفن الإيرانيَّة أو تلك التي تحمل شحنات إيرانيَّة أثناء توجهها إلى سوريا، في هجمات نفذت في البحر الأحمر وفي مناطق أخرى بالمنطقة.
وذكر التقرير أنَّ الهجمات الإسرائيليَّة استهدفت كذلك سفن شحن إيرانيَّة تنقل بضائع أخرى بما في ذلك شحنات أسلحة، ولفت إلى أنَّه «لم يسبق أنْ تمَّ الكشف عن هجمات استهدفت ناقلات نفط إيرانيَّة، علماً بأنَّ مسؤولين إيرانيين كانوا قد أعلنوا عن هجمات استهدفت قطعهم البحريَّة، في وقت سابق، وقالوا إنهم يشتبهون بتورط إسرائيل».
واعتبرت الصحيفة أنَّ الهجمات الإسرائيليَّة على ناقلات النفط الإيرانيَّة «تمثل بعداً جديداً في الحملة الإسرائيليَّة لمواجهة التموضع العسكري والاقتصادي لإيران في المنطقة»، مشيرة إلى أنَّه «منذ العام 2018، نفذت إسرائيل مئات الضربات الجويَّة، معظمها على مناطق في سوريا، لمنع إيران من تعزيز نفوذها الإقليمي».
وذكر التقرير أنَّ الهجمات الإسرائيليَّة جاءت تحسباً من استفادة إيران من أرباح النفط، لتمول «أذرعها» في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنَّ بيع النفط الإيراني تواصل على الرغم من العقوبات الأميركيَّة المفروضة على إيران والدوليَّة المفروضة على سوريا.
وزعم التقرير أنَّ الحرس الثوري الإيراني هو الذي يسيطر على شحنات النفط الإيرانيَّة المتجهة إلى سوريا، وأنَّ الغرض من هذه العمليات الإيرانيَّة هو الالتفاف على العقوبات المفروضة على كل من إيران وسوريا لـ»تمويل الحرس الثوري»، مشدداً على أنَّ «مثل هذه الشحنات غالباً ما تحمل نفطاً بمئات الملايين من الدولارات».
ونقلت «وول ستريت جورنال» عن «مسؤولين عسكريين إقليميين»، قولهم إنَّ «الشاحنين غالباً ما يعلنون عن وجهات خاطئة لناقلات النفط، ويستخدمون ناقلات قديمة صدئة لتجنب الأخطار، وأحياناً ينقلون النفط من سفينة إلى أخرى في عرض البحر لتجنب اكتشافه».
وذكرت صحيفة «إندبندنت» البريطانيَّة أمس الأول الخميس أنَّ سفينة تجاريَّة إيرانيَّة أصيبت بصاروخ يحتمل أنْ يكون من نوع جو - أرض ​​بالقرب من المياه الإقليميَّة لسوريا.