المؤتمن على بغداد

آراء 2021/03/27
...

   بشير خزعل  
 
إبان سقوط النظام السابق في العام 2003 لم يكن في شوارع بغداد، سوى بضعة صحفيين يجوبون شوارع العاصمة وباقي مدن العراق لتغطية مايجري من احداث، وبعد اعادة ترتيب بعض الاجهزة الامنية لتولي مسؤولياتها في حفظ الامن استعانت تلك الاجهزة بما وثقته عدسات الاعلاميين وتقاريرهم لتقصي الحقائق في مختلف القضايا ولاسيما الامنية منها، الامر الذي ادى الى استهداف مباشر للاعلاميين وخصوصا العاملين في شبكة الاعلام العراقي بعد تأسيسها، على اعتبار انهم يمثلون إعلام الدولة، فتساقط عشرات الشهداء وخطف الكثيرون منهم والبعض ما زال مصيره مجهولا حتى الساعة، ولم تتوقف مسيرة التضحيات اذ تحولت من المواجهة مع العصابات الارهابية الى المواجهة مع مافيات الفساد واستغلال أموال الدولة، ونال إعلاميو شبكة الاعلام العراقي مانالهم من تصفيات ودعوات قضائية وتهديدات لأسرهم، ولعل المواجهة مع المتجاوزين والمخربين لمعالم بغداد من أهم المواجهات التي أخذت حيزا واسعا في عمل شبكة الاعلام العراقي خلال تلك السنوات وما زالت، في الوقت الذي كانت تسعى العديد من الوزارات والمؤسسات الحكومية لاستملاك الاراضي لموظفيها واستطاعت أن تحقق غاياتها في مناطق مختلفة من العاصمة بغداد وباقي المدن العراقية، وعندما ضغطت الظروف المادية والاجتماعية على موظفي شبكة الاعلام العراقي وسعوا الى حقهم في استملاك قطع أراضٍ في منطقة المرسلات المخصصة الى دائرة الاذاعة والتلفزيون منذ ستينيات القرن الماضي، وقف أمين بغداد موقف المدافع المستميت عن  عدم الموافقة على قرار اللجنة العليا التي وافقت على تحويل جنس الأرض الى أرض سكنية تمنح لموظفي هذه المؤسسة، وبرغم الأسى والعناء الذي تكبده إعلاميو شبكة الاعلام العراقي منذ أكثر من أربع سنوات في المطالبة باستحقاقهم، ما زال الكثيرون منهم يرتجون الخير من السيد أمين بغداد في تفهم ضغوطات الحياة والمعاناة التي تضغط على صدور الآباء والأمهات لهذه الأسر التي فقد العديد منها أبناءهم ومعيلهم بسبب مهنة الصحافة، وبغض النظر عن الاستحقاق القانوني الذي كفله الدستور للمواطن العراقي في حق الحصول على سكن يأويه، لا أعتقد أن قطعة أرض في أطراف العاصمة وليست في أحيائها الراقية، ستشكل عائقا في التصميم الاساس لمدينة بغداد او ستكون انتهاكا لمعالم المدينة، فهي أولا وأخيرا سيجري تخطيطها من قبل أمانة بغداد وليس جهة أخرى، ما زال لدى إعلاميي شبكة الإعلام العراقي ورع وتئنٍّ في عدم تصعيد المواجهة الى دعاوى ومحاكم، وما زال الكثيرون منهم يأملون في تفهم المؤتمن على بغداد بإعادة النظر بمطالب الاعلاميين ممن كانت وما زالت تستعين بهم أمانة بغداد في تسليط الأضواء على ظروف عملها وماتعانيه من مشاكل أدت الى اتساع صدى الاتهامات والانتقادات التي طالت مسؤوليها على مدى
 سنوات.