شمخي جبر
تعد القمة الثلاثية (العراقية المصرية الاردنية) فرصة مهمة لاعادة تأسيس العراق لعلاقاته العربية واستعادة مكانته الاقليمية والدولية التي يستحقها. فضلا عن اعادة صياغة مشروع سلام للمنطقة يوفر الارضية المناسبة لعلاقات دولية واقليمية متوازنة، تحترم سيادة الدول بعيدا عن التدخل باشكاله
كافة.
فالعراق بحاجة ماسة للابتعاد خارج محور الصراع الاميركي الايراني ومحاوره وتداخلاته من اجل استقراره واعادة بنائه وتنمية
اقتصاده.
ينعقد المؤتمر في ظل لحظات من الاستقرار وتهدئة العلاقات والابتعاد عن التشنجات وبخاصة مايحدث في العلاقات المصرية التركية او السعودية التركية، فضلا عن عودة الاستقرار لمنطقة الخليج العربي بعد عودة العلاقات بين دول الخليج وقطر، وهو مايمكن ان يشكل احد عوامل الاستقرار في العراق وفق مقولة الكاظمي (إن دول الخليج تمثل عمقنا الستراتيجي)، ويمكن ان يتسع هذا العمق ليصبح عمقا عربيا شاملا.
في ظل المحاور وتعددها في المنطقة يمكن ان يشكل اللقاء المصري العراقي الاردني ملمحا لمحور جديد كما اشار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اليه: (المشرق الجديد ليس تحالفاً سياسياً، بل هو «مشروع اقتصادي اجتماعي» بين شعوب الدول المعنية، يستهدف تحقيق المصالح المشتركة).
بغداد التي تشهد استقرارا واضحا والتي اصبحت قبلة كبار الشخصيات العالمية قبل وبعد زيارة بابا الفاتيكان لها والتي كانت ناجحة بجميع المقاييس، والتي فتحت لها هذه الزيارة نوافذ وبوابات واسعة نحو العالم يمكن استثمارها في استعادة فاعلية العراق الدولية ودوره التاريخي في الاقليم والعالم، فيصبح عامل استقرار بعيدا عن محاور اللا استقرار في المنطقة.
وقد اكد الكاظمي على هذا الامر (أخذت ارض العراق تتحول الى مركز دبلوماسي مهم لقادة الدول من أجل أن يلعب العراق دوره المحوري الطبيعي، وخدمة لمصلحة بلدنا وشعبنا ونعمل بجد على أن يكون للعراق دور مهم في التهدئة
بالمنطقة).
وبحسب بعض المصادر فهناك رؤية تتم من خلالها اعادة صياغة المنطقة وفق نظرية المصالح المشتركة بعيدا عن الهيمنة والتدخل واحلام التوسع التي تحملها بعض الدول.
ولن يتم كل هذا الا من خلال مشروع سلام يوقف النزيف في بعض بؤر التوتر كاليمن وسوريا، وما لهذا من اهمية في استقرار المنطقة من اجل التوجه للبناء واقامة علاقات
متوازنة.
وتؤكد المصادر الاعلامية والسياسية ان القمة ستهتم بالشراكة والتعاون والتكامل الاقتصادي بين الدول الثلاث، وتطوير العلاقات الاستثمارية والتجارية، والاهتمام بما يعزز الأمن والاستقرار في
المنطقة.