القطب الشمالي: وكالات
تتنافس شركتا الإنترنت عبر الأقمار الصناعية OneWeb وSpaceX للحصول على صفقات مربحة لتوفير إنترنت واسع النطاق في القطب الشمالي.
ويساعد إطلاق OneWeb لـ 36 قمراً صناعياً الأسبوع الفائت في جعلها أقرب إلى هدفها المتمثل في بث الإنترنت إلى المنطقة بحلول نهاية العام.
وتتطلع SpaceX، التي توفر الإنترنت لآلاف المستهلكين من خلال برنامج ستارلينك التجريبي، إلى المنطقة نفسها. وأدى إطلاق 36 قمرًا صناعيًا جديدًا للإنترنت إلى وصول مجموع كوكبة OneWeb إلى 146.
وقد خرجت خطط الشركة الأوليَّة لتغطية القطب الشمالي بالإنترنت بحلول العام 2020 عن مسارها بسبب الإفلاس.
ولدى الشركة البريطانيَّة الآن هدفٌ جديدٌ يتمثلُ في خمس عمليات إطلاق لتمكين التغطية في كل مكان شمال خط عرض 50.
وكان إطلاق شهر كانون الأول هو الأول، وكان إطلاق هذا الشهر هو الثاني، وتهدف الشركة إلى الوصول إلى الإطلاق الخامس في شهر حزيران.
وعلى عكس كوكبة SpaceX، التي تدور حول الكوكب على طول الخطوط الاستوائيَّة، فإنَّ مدارات OneWeb من القطب إلى القطب.
ويعني ذلك أن المناطق الشمالية والجنوبية الهادئة تقليديًا بشأن الإنترنت ستصبح قريبًا تقاطعًا عبر الأقمار الصناعية لشبكة الشركة البريطانيَّة.
ومن المحتمل أن يكون للجيل القادم من أقمار OneWeb روابط بصريَّة، التي تسمح للأقمار الصناعيَّة بالتحدث مع بعضها بعضًا في الفضاء. ويمكن أن يقلل ذلك من الحاجة إلى محطات أرضية باهظة الثمن في المناطق التي يصعب الوصول إليها في القطب الشمالي. ولم تصدر OneWeb تصميمات لمحطات المستخدم أو خطط التسعير الشهريَّة، كما أنَّ مجموعتها المخططة المكونة من 648 قمراً صناعياً أصغر بكثير من SpaceX.
ويمكن للأقمار الصناعية في الارتفاعات العالية أنْ تبث إلى مساحات أوسع من الأرض، ويتمثل الجانب السلبي في زيادة زمن الانتقال، أو الوقت المستغرق لنقل البيانات بين القمر الصناعي ووجهته.
ومن ناحية أخرى، تتقدم SpaceX بشبكتها الفضائية، مدفوعة بجولات تمويل ضخمة وأموال من مؤسسها الملياردير.
وأطلقت أكثر من 1300 قمر صناعي في مدار أقل من كوكبة OneWeb، وهذا مجرد جزء بسيط من الكوكبة الكبيرة المخطط لها التي يبلغ عددها 30000.
وحصلت SpaceX على الموافقة التنظيمية لإطلاق أول 10 أقمار صناعية تدور في مدار قطبي في شهر كانون الثاني.
وتضغط SpaceX الآن من أجل الحصول على إذن لإطلاق عشرات الأقمار الصناعية الأخرى في المدارات القطبية، حيث يمكنها تقديم خدمة النطاق العريض إلى المناطق النائية في ألاسكا.
وترى SpaceX أن هذه المنطقة ذات قيمة خاصة للجيش الأميركي، وبالنظر إلى أنَّ القيادة الشمالية الأميركية تتطلع إلى الخيارات التجارية لجلب إنترنت أسرع إلى القطب الشمالي، فقد زار مسؤولو البنتاغون منشآت SpaceX و OneWeb.
ويقترب برنامج Lightning العالمي التابع لسلاح الجو من مرحلة جديدة لتوزيع عقود الإنترنت عبر الأقمار الصناعية في مناطق القطب الشمالي.
وكان الاهتمام العسكري بتحسين الإنترنت في القطب الشمالي واضحًا العام الماضي، عندما طلب القائد السابق للقيادة الشمالية الأميركيَّة من الكونغرس 130 مليون دولار لبرنامج اتصالات قطبية من شأنه أنْ يستفيد من Starlink و OneWeb.
وسارع الجيش الأميركي في السنوات الأخيرة إلى إعادة التفكير في ستراتيجيته في القطب الشمالي، إذ يؤدي التغير السريع في المناخ إلى ذوبان القمم الجليدية في المنطقة، وإعادة رسم طرق الشحن الرئيسة، وفتح مسارات جديدة للسفن البحرية والغواصات.
ويعد الدفع نحو النطاق العريض في القطب الشمالي جزءًا من هذا التحول في الستراتيجيَّة.
ويحتاج القادة إلى اتصالات أفضل للسفن والطائرات بعد أن تذوب حواجز المنطقة أمام الحركة من أجل تشكل مرحلة جديدة من المنافسة بين الولايات المتحدة وروسيا والصين.
وتحلق معظم أقمار الاتصالات الموجودة اليوم فوق خط الاستواء، ولا يمكنهم رؤية المنطقة القطبية.
وتوفر بعض الأقمار الصناعية الموجودة في مدارات أعلى خدمات البيانات للمناطق القطبية، لكن بشكل محدود، خاصةً بالنسبة للطلب العسكري المتزايد على البيانات.
وتهدف شبكة الأقمار الصناعية التي اقترحتها شركة OneWeb وشبكة الأقمار الصناعية Telesat، التي تدور جزئيًا حول الأرض من القطب إلى القطب، إلى سد فجوة البيانات في القطب الشمالي.
وتنتظر شركة SpaceX موافقة لجنة الاتصالات الفيدرالية من أجل إرسال 348 قمراً صناعياً إضافياً إلى مدار قطبي، ما يحقق الطلب من مستخدمي النطاق العريض الفيدراليين الذين يمكن أن يكون لهم فوائد أمنية وطنية كبيرة.
وبينما تتجه SpaceX إلى المدار القطبي، فإن التصميم المداري المعتمد لكوكبة OneWeb يمنحها ميزة القطب الشمالي.
وتعبر جميع الأقمار الصناعية فوق المنطقة القطبية بالنسبة إلى OneWeb، لذا فإنَّ أعلى تركيز لسعتها يقع في المناطق القطبية، مما يفتح فرصة الانتقال من وضع يوجد فيه نقص في البيانات إلى وضع وجود قدر هائل من البيانات المتاحة.