حسين المولى
يعود السبب الرئيس الى الانفتاح الكبير الذي شهدته الطبقات الاجتماعية في الدخول للعالم الإلكتروني هذا من جانب، ومن جانب آخر هو عدم احترام القانون والأخلاق، إذ لم يستطع بعضهم الحفاظ على ضبط النفس والتعامل بفكرٍ واعٍ وأسلوب متحضر،
من الواضح أن التحرش لم يعد مقتصرًا على الواقع المادي، فمثلا بعد أن كان منتشرًا بين الأزقة والأماكن العامة وكذلك وسائل النقل، ففي هذا الوقت تحول هذا النشاط السلبي من واقعه المادي لواقع آخر، واقع أكثر انتشارًا وأقل خصوصية ألا وهو العالم الإلكتروني، ففيه بات المتحرش يتحرك بخطوات أكثر مما كان عليه في السابق، إذ وصل هذا المتحرش لشاشات الهواتف وصالات المنازل وغرف النوم، وبالرغم من المزايا التي توفرها التقنية الحديثة إلّا أنها تحمل في طياتها أشياء كثيرة مزعجة ومنها التحرش الإلكتروني، إذ يعرف التحرش الجنسي الإلكتروني بأنه استخدام الوسائل الإلكترونية وكذلك وسائل التواصل في توجيه الرسائل التي تحتوي على مواد تسبب الإزعاج للمتلقي، سواء كانت هذه المواد تلميحاً للرغبة بالتعرف على المتلقي، لأهداف جنسية، أو كانت تحتوي على عبارات أو شتائم جنسية، أو صورًا، أو مشاهد فيديو جنسية، أو التهديد والابتزاز باستخدام صور الضحية، أو استخدامها فعلاً من دون موافقة صاحبها أو من دون علمه، ومشاركتها عبر وسائل التواصل الإلكتروني المختلفة، وتعددت الصور في هذا العالم الرقمي فمن الإلحاح في الموافقة على طلبات الصداقة للمراسلات الشخصية والمزعجة للطرف الآخر بهدف الحصول على هدفٍ جنسي أو تحمل هذه الرسائل الإلكترونية مجموعة من الألفاظ النابية التي يجرمها القانون ويرفضها المجتمع وترفضها الأخلاق، ومن بين هذه الصور وما نشاهده من وقائع في تنامي هذي الظاهرة يدعونا للتفكر جليًا ما السبب الذي يدعو لتنامي هذي الظاهرة؟.
يعود السبب الرئيس الى الانفتاح الكبير الذي شهدته الطبقات الاجتماعية في الدخول للعالم الإلكتروني هذا من جانب، ومن جانب آخر هو عدم احترام القانون والأخلاق، إذ لم يستطع بعضهم الحفاظ على ضبط النفس والتعامل بفكرٍ واعٍ وأسلوب متحضر، وكذلك ضبط النفس في العلاقات أثناء استخدام التقنية الحديثة، إذ باتت هذه المواقع تشكل أسلوب حياة يوميا وتعاملا فريدا من نوعه لم تشهده المجتمعات في السابق، فمن بين التُّرَّهَات التي تمهد لعلاقات غير مشروعة وكذلك لتعامل مع الآخرين، وكذلك من الأسباب الأخرى لهذا التحرش هو الفراغ النفسي والعاطفي لدى بعض المستخدمين، إذ نجد وصول بعض الفئات الى المساومة والابتزاز في حالة رفض الطرف المقابل هذه الفعل، مما يستدعي أن تكون هنالك رقابة صارمة جدًا على فئات الأطفال، وكذلك البنات القاصرات في سبيل حمايتهم من ضعاف النفوس، ونحن نعلم جميعًا ما تأثير التقنية على الحياة اليومية، وهذا لا يقصد به ان الفئات العمرية الأخرى غير مشمولة بالمراقبة والحرص بالعكس، ولكن الفئات التي ذكرت سابقًا تشكل بذرة المجتمعات، فمن غير الممكن ان تهمل هذه البذرات لتقاسي الريح والامطار وحرارة الشمس وحدها من غير رعاية واهتمام، وفي دراسة أجراها موقع ديلي ميل البريطاني، أكد عدد من استطلاعات الرأي أن أكثر من 70% من الفتيات على مواقع التواصل الاجتماعية، تعرضن للتحرش الإلكتروني، إذ أكد القائمون على الدراسة، أن زيادة الانفتاح على السوشيال ميديا، أسهم بشكل كبير في ظهور شخصية المتحرش الإلكتروني، والذي يصل به الحال الى الابتزاز بعد ذلك، وتوفر شركات التقنية كشبكات التواصل الاجتماعي مجموعة من الحلول في مكافحة هذا التحرش، ولكن نشدد على تشريع قانون مكافحة الجريمة المعلوماتية الممهد لمكافحة هكذا أفعال دنيئة في مُحاولة للحد من انتشارها والحيلولة دون وقوع كارثة اجتماعية تهدد الأسرة في
مجتمعنا.