القمة العراقيَّة السعوديَّة المنتظرة.. الأهمية والدلالات

آراء 2021/03/31
...

  عبد الحليم الرهيمي
 
تنعقد هذا اليوم الاربعاء أو خلال الايام المقبلة القمة العراقية السعودية في الرياض بين رئيس مجلس الوزراء العراقي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، بناء على الدعوة التي وجهها الملك سلمان الى رئيس مجلس الوزراء العراقي خلال الاجتماع- اللقاء الافتراضي، الذي تم بينهما مساء يوم الجمعة الماضي، وقد اشار البيان الذي صدر عن اللقاء بأن الجانبين اكدا فيه الروابط الاخوية والتاريخية الراسخة بين الشعبين والبلدين، وثمنت المملكة السعودية جهود الحكومة العراقية في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في العراق.
وبالرغم من أن بعض الاعلام لم يبدِ الاهتمام اللازم و لطبيعي لهذا اللقاء- الاجتماع الافتراضي والدعوة لعقد اجتماع قمة في الرياض بين الكاظمي والعاهل السعودي، فإن ذلك لن يقلل من الاهمية الكبيرة و التاريخية، سواء للقاء الافتراضي او لاجتماع القمة المنتظر عقده اليوم او في الايام المقبلة.
وكان من المفترض أن تتم هذه الزيارة في الصيف الماضي، بعد دعوة العاهل السعودي، لكن الوعكة الصحية التي اصابته ادت الى تأخيرها الى وقت اخر لإنشغال قادة البلدين بقضايا راهنة وملحة في بلديهما من دون الغاء اللقاء .
واضفى اللقاء- الاجتماع الافتراضي هذا بين العاهل السعودي والكاظمي أهمية مسبقة للقاء القمة المفترض، حيث مهد الحديث بينهما والبيان الذي صدر عن هذا اللقاء للأجواء الأخوية والودية التي ستسود في القمة وكذلك الموضوعات المشتركة، التي سيتم تناولها و اتخاذ المواقف المناسبة
 بشأنها .
اما الاهمية التي ينطوي عليها اجتماع القمة المنتظر، فتتمثل اولا في حاجة البلدين والشعبين اليها من اجل مواجهة المشكلات والقضايا التنموية والامنية، التي يواجهونها والعمل المشترك على تذليلها وحلها بما يعود بالخير والفائدة عليهما، وحتى يكون كل منهما سندا وظهيرا للاخر في حل وتجاوز تلك المشكلات والقضايا، اذ تمثل السعودية عمق العراق في بلدان الخليج العربية بموقعها وامكاناتها، في حين يمثل العراق ايضا بدوره عمقاً ستراتيجياً لهذه البلدان في بلدان المشرق العربي الجديد، بل وعمق لبلدان الشمال الافريقي عبر مصر ذات الثقل الستراتيجي والسكاني بين تلك البلدان، اضافة الى الأهمية التي يمثلها تعاون وتنسيق البلدين ومعهما دول الخليج العربية الاخرى في مواجهة الارهاب والفكر المتطرف العنيف المؤدي للإرهاب، فضلا عن تعزيز المصالح المشتركة بينهما على مختلف الصعد الاقتصادية والسياسية والامنية، لمواجهة الاخطار التي تحيق بهما، بل وبكل دول الخليج العربية التي ترتبط بعضها بالبعض الاخر بأواصر ووشائج الاخوة التاريخية والمصالح المشتركة .
وفضلا عن تلك الاهمية التي ينطوي عليها اجتماع القمة المنتظر في الرياض، فإنه يحمل في الوقت نفسه دلالات مهمة، يتجلى اولها في امكانية ان يؤدي البلدان، كمنتجين ومصدرين للنفط، دوراً مهماً ومتكاملاً على صعيد تطوير الصناعة النفطية، وفي مجالات الطاقة الاخرى، وكذلك القيام بدور تنسيقي مشترك ومهم في منظمة الاوبك، للاتفاق على تحديد سقوف الانتاج والأسعار في السوق النفطية الدولية، اما ثاني هذه الدلالات فيتجلى في الاستفادة الكبيرة مما تملكه السعودية من امكانات مادية وقدرات كبيرة للاستثمار في العراق، وفي المجالات التي يحتاجها اقتصاده وبنيته التحتية من تأهيل او إعادة
 البناء.
وتتجلى الدلالة الثالثة في توسيع حجم التبادل التجاري المتوازن، لا الاحادي، كما يحصل مع بعض البلدان، بما يعود بالفائدة الكبيرة المشتركة للبلدين والشعبين.
اما الدلالة الرابعة فتتجلى في امتلاك العراق القدرة والامكانية، لتشكيل للقاء او تحالف عربي اقليمي واسع ومؤثر، انطلاقاً من موقعه الجغرافي والاقتصادي ومن عضويته في لقاء قمة عمان الثلاثية، التي يشترك بها مع مصر والاردن ومن علاقة مصر من جهتها بكل من تونس و ليبيا، إضافة الى علاقة العراق التي شهدت تطوراً مهماً مع السعودية ومع دول الخليج العربية الاخرى في السنوات الاخيرة، والتي ترتبط بالعراق اساساً بـ(اللجنة التنسيقية العليا)، التي تأسست قبل سنوات، وهذا يعني أن هذه البلدان التي يشكل العراق محورها الجاذب، يمكن ان تشكل ذلك التجمع او التحالف العربي الاقليمي الواسع من اجل التطور والتنمية والاستثمار وتبادل الخبرات، وكذلك في مواجهة الارهاب وكل ما يهدد أمنها واستقرارها ويعرقل تقدمها ونموها وتطورها وسعادة
 شعوبها.