بانتظار طائر الفينيق

آراء 2021/04/03
...

 قاسم موزان
 
 
جاء في الأساطير الإغريقية ان ثمة طائرا يسمى  طائر الفينيق أو فينكس وله أسماء أخرى في ميثولوجيات العالم القديم؛ ويتميز هذا الكائن الاسطوري بقدرته الفائقة على تجديد نفسه ذاتيا مرارا وتكرارا فهو ينبعث من رماد احتراق جسده بولادة  جديدة، وغالبا ما تستحضر رمزية هذا الطائر في الازمات القاسية والاحداث المريعة والحروب المدمرة التي يشهدها العالم او التخلص من الاستبداد القهري، ولحث الشعوب على تجاوز ما عانت منه من قهر وظلم، وفي تجارب الشعوب الحية الكثير من الامثلة التي نهضت من ركام الخراب وحققت التقدم في ميادين الحياة من اجل مستقبل افضل لمواطنيها ولم تركن للقنوط والبكاء على اطلال الماضي بل شقت طريقها باتجاه تعزيز مكانتها الدولية واستعادة هيبتها المثلومة مستندة في ذلك الى إرثها الحضاري والثقافي والمعرفي. 
والحالة العراقية قبل العام 2003 لا تختلف كثيرا عن البلدان التي عانت والويلات والمآسي وربما تفوقها في جوانب اخرى من حيث الديكاتورية الخانقة وسلوكيات الاداء المقرف الذي صنع حروبا وغزوات حمقاء كان يمكن تجاوزها بالحوار عوضا عن خيار الحروب وآثارها المدمرة، مهما يكن من أمر فقد سقط النظام منذ 18 عاما ولم تلح في الأفق بوادر تغيير ايجابي يخلق وضعا آخر، فالعراق بما يمتلك من ثروات طبيعية هائلة وقدرات بشرية مبدعة وموقع جغرافي متميز مع الاخذ بنظر الاعتبار التجارب العالمية في كيفية تجاوز المعوقات التي تواجه عملية التطور والازدهار،  فضلا عن ذلك اشاعة روح التسامح كركيزة اساسية في طي صفحة الماضي بكل بشاعته، هذه العوامل وغيرها يمكن ان تنهض بمستقبل البلاد وعدم الاكتفاء بالانتقاد في تصريحات سياسية مربكة وفق رؤى الجهة التي ينتمي اليها وبسرديات انشائية مع غموض في المعنى الذي لايفضي الى 
شيء.
المطلوب في عملية بناء الدولة على اسس متينة الاستفادة من العقول الاكاديمية والفنية العراقية قادرة على تأسيس دولة قوية تحتكر اسباب ديمومتها واستقرارها السياسي، وهذا يدل على حيوية الشعب وتوقه للتغيير 
الايجابي. ويبقى السؤال  متى ينهض  فينكس عراقي  ينبعث من  غبار  الموت الى حياة  مليئة  بالأمل وأكثر
 سطوعا؟