لقاء «المشرق الجديد» و«الشرق الأوسط الأخضر»

آراء 2021/04/03
...

 شمخي جبر
 
حين طرح رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مبادرة «المشرق الجديد» لاقت أصداء واسعة اقليميا وعربيا ودوليا، كذلك كانت لمبادرة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان «الشرق الاوسط الاخضر». وزيارة رئيس الوزراء الى العربية السعودية تمثل لقاء بين المبادرتين لايجاد مشتركات ترتكز على مصالح 
الدولتين.
اللقاء العراقي السعودي يرتكز على حاجات ومتطلبات المنطقة للسلام والتنمية والشراكات الاقتصادية في مشاريع عملاقة تعمق العلاقات بين دول الاقليم والمنطقة لانها ترتكز على مصالح 
مشتركة.
وتعد هذه الفترة ربيعا للعلاقات العربية مع العراق ليلعب دورا محوريا في المنطقة لتحقيق السلام والاستقرار.
ويمكن ان يكون للمبادرتين المذكوتين اثرهما المهم في انتصار دعاة السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة على دعاة التشنج واللا استقرار. وهو ما يحتاجه العراق في اعادة بنائه بعد الانتصار الكبير على عصابات داعش الارهابية الذي يعد انتصارا للمنطقة 
والعالم.
 يسعى العراق لتوطيد السلام في المنطقة والتعاون ليكون جزءاً مهما من مشروع الشرق الاوسط الاخضر وهنا اشارة الى التنمية والسلام وهو ما طرحه ولي العهد السعودي، الذي يمكن ان يكون امتدادا او مكملا للمشرق الجديد الذي يسعى العراق لتوسيعه ليشمل دولا عربية واقليمية اخرى.
ويمكن الاشارة الى زيارة وزير الخارجية القطري وهي مؤشر الى الدور المحوري الذي يمكن ان يلعبه العراق في المنطقة خليجيا واقليميا لتحقيق السلام في بؤر التوتر «اليمن 
وسوريا».
توطيد العلاقات بين العراق والعربية السعودية سعى لها العراق منذ ولاية رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي.
العربية السعودية التي تمتلك الكثير من الاستثمارات في العديد من دول العالم تسعى الى ان يكون لها استثمارات في العراق وهو البيئة الواعدة لهذا وهو مايمثل مصالح مشتركة للدولتين
 الشقيقتين.
ربما يكون من بين ماسيطرحه العراق لتحقيق السلام الذي لايمكن ان تكون بيئة سليمة للتنمية والاستثمار دونه، وهنا يحضر ملفا اهم منطقتين ساخنتين في الاقليم وهما ملف سوريا وملف اليمن اللذان يشكلان تهديدا حقيقيا للسلام في
 المنطقة.
العراق والعربية السعودية يسعيان الى التأسيس لصفحة مهمة في العلاقات الثنائية بين البلدين والتي تشكل نواة لعلاقات عربية  واقليمية مبنية على اساس المصالح المشتركة لبلدان وشعوب
 المنطقة.
العلاقات الدولية لا تبنى على عقد التاريخ بل تبنى على اساس المصالح وهو مايحتاج الى ارادة سياسية حقيقية تنطلق من المصالح الوطنية
 للعراق.
تعزيز علاقات العراق مع دولة ما لايعني الانسلاخ عن علاقاته الدولية في اقليمه او في العالم، اذ ان العلاقات الدولية تعززها المصالح المشتركة وليست الأمزجة السياسية.