قمة ثلاثية بأهداف كبيرة

آراء 2021/04/04
...

   د . صادق كاظم 
بغداد التي عانت في الماضي من عزلة عربية فرضتها ظروف التغيير، الذي حصل في العام 2003 وخشية الانظمة العربية التقليدية في المنطقة ومخاوفها من ان يمتد هذا التغيير وتداعياتها الى داخل حدودها, قبل ان يحصل انفراج نسبي تمثل في انفتاح دبلوماسي محدود على بغداد رافقته مشاركة في مؤتمر القمة الذي استضافته العاصمة بغداد في عام 2012 ، باتت بغداد على موعد مع قمة ثلاثية يحضرها كل من الرئيس المصري والملك الاردني وهما بلدان تجمعهما مصالح اقتصادية وعلاقات سياسية مهمة مع 
العراق .
بالتاكيد ان الملف الاقتصادي سياخذ حيزا واهتماما  اكبر خلال القمة, حيث الحاجة المتبادلة بين الدول الثلاث لاقامة تعاون اقتصادي في مختلف المجالات، خصوصا في قطاعات النقل والتجارة البينية والموانئ ,اضافة الى الاعمار والاستثمار وهما الجانبان المهمان في الموضوع, حيث يأمل العراق في ان يسهم المصريون والاردنيون الذين يملكون خبرات كبيرة في مجال الاستثمار في تطوير الاقتصاد العراقي واضافة المزيد من التجديد والتطور اليه، عبر اقامة المشاريع المشتركة في قطاعي الصناعة والزراعة وكذلك المساهمة في تلبية احتياجات العراق المتزايد من الطاقة الكهربائية، وسواها من الطاقات المتجددة الاخرى، خصوصا الطاقة الشمسية, حيث يمتلك العراق بنى تحتية واعدة يمكن ان تؤسس لحيز اوسع في مجال انتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، كما هو الحال في كل من الاردن 
ومصر .
الانفتاح العربي على العراق وان جاء متاخرا الا انه يبقى له اهميته الضرورية والملحة باعتبار ان العراق هو جزء مهم من محيطه العربي، وله ثقله في المنطقة العربية والسياسة العراقية الخارجية منذ عام 2003 تماهت مع مختلف القضايا الرئيسة في المنطقة، وكان موقف العراق منها ايجابيا في دعم مواقف دول المنطقة، ودعوته المستمرة لحل النزاعات والخلافات بالطرق السلمية، وتجنب حقن الدماء مثلما حصل في ازمتي حرب اليمن وسوريا, اضافة الى دعم الشعب العربي الفلسطيني في استعادة حقوقه المغتصبة من الكيان الصهيوني، ورفض كل محاولات التطبيع الفردية التي تكون على حساب الشعب الفلسطيني .
القمة الثلاثية ستكون لها نتائجها الايجابية وانعكاساتها المثمرة على الدول الثلاث في مختلف المجالات، ويمكن ان تؤسس لعهد ايجابي جديد من العلاقات العربية والتنسيق المشترك في مختلف القضايا، التي تخدم تلك البلدان وتعزز اسس السلم والاستقرار في المنطقة .