موسكو: وكالات
لا يزال التوتر يتصاعد في جنوب شرقي أوكرانيا، وسط زيادة المخاوف من اندلاع جولة جديدة من الصراع العسكري بين حكومة كييف وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين ذاتياً، بينما توعدت موسكو بإلحاق الهزيمة بالقوات الأوكرانية وحلف "الناتو" في حال الاقتراب من شبه جزيرة القرم التي استعادتها روسيا قبل سنوات. وأعلنت سلطات جمهورية دونيتسك أمس السبت، أن القوات الأوكرانية خرقت نظام وقف إطلاق النار في المنطقة ثماني مرات خلال آخر 24 ساعة، وأطلقت إجمالا 59 قذيفة، بينما رصدت سلطات جمهورية لوغانسك ستة خروق.
في غضون ذلك، نشر مراقبون في مواقع التواصل الاجتماعي لقطات قيل إنها تعود إلى أواخر آذار الماضي وتظهر نقل آليات حربية تابعة للجيش الأوكراني بسكك الحديد من مقاطعة بولتافا.
في هذا السياق، اعترف الممثل عن أوكرانيا في مجموعة الاتصال الثلاثية بشأن دونباس، أليكسي أريستوفيتش، في حوار تلفزيوني بأن هدف مناورات Defender Europe 2021 التي من المقرر أن تجريها أوكرانيا مع حلف الناتو في أيار وحزيران القادمين (وهي أكبر مناورات من نوعها منذ الحرب الباردة) يكمن في التدرب على خوض حرب ضد روسيا، مع التركيز على القرم والبلطيق والبحر الأسود.
جاء تصريح الدبلوماسي الأوكراني، على خلفية أول مكالمة هاتفية جرت أمس الأول الجمعة بين الرئيسين الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، والأميركي جو بايدن، أعرب خلالها سيد البيت الأبيض عن دعم الولايات المتحدة لكييف في مواجهة "العدوان الروسي في القرم ودونباس".
في غضون ذلك، أطلق أسطول البحر الأسود التابع للبحرية الروسية أمس اختبارا لمستوى التأهب القتالي لوحداته المنتشرة في القرم وإقليم كراسنودار، جنوب البلاد.
وتعرضت روسيا مؤخراً لاتهامات بحشد قواتها عند حدود أوكرانيا، لكن موسكو شددت على أن تحركات قواتها داخل أراضيها لا تشكل خطرا على أي طرف.
إلى ذلك، حذر نائب مجلس الدوما الروسي، ميخائيل شيريميت، من أن خطط أوكرانيا وحلف "الناتو" لشن عدوان على جمهورية القرم الروسية ستنتهي بشكل سيئ بالنسبة لهما.
ورداً على تصريح لممثل أوكرانيا في مجموعة الاتصال الثلاثية، أليكسي أريستوفيتش، مفاده أن مناورات الناتو "Defender Europe 2021" ضرورية لممارسة الحرب ضد روسيا، قال شيريميت: "تم إسقاط الأقنعة بالكامل. بعد التصريح من هذا القبيل لا يمكن أن ينفي أحد في الغرب الطابع العدواني لحلف الناتو. وقبل أن يتخذوا أي خطوات عسكرية تجاه روسيا أنصحهم بقراءة تاريخ الحرب الوطنية العظمى (1941 - 1945) جيداً والعودة إلى رشدهم، والعواقب ستكون مؤسفة بالنسبة للمعتدي".
وأضاف: "يجب ألا يتحدثوا مع روسيا بلغة القوة، ويجب ألا يخاف سكان القرم من أي شيء، وتعد شبه الجزيرة (القرم) محمية بشكل موثوق من أي غزو، وندرك أن مركز كل هذه المخططات العسكرية ليس في كييف (عاصمة أوكرانيا) بل في الولايات المتحدة، ولذلك ندعو الدول الأوروبية إلى أن تضع الأميركيين في مكانهم، وألا تسمح لهم بالتدخل في الشؤون الأوروبية. وقد حان الوقت لطرد الناتو من الدول الأوروبية".
كما عبر البرلماني الروسي عن أسفه من أن الولايات المتحدة تحاول، في الوقت الذي يواجه فيه العالم كله الوباء ويسعى لإنقاذ الملايين، تحاول هي استخدام هذا الوضع لـ"شن حروب جديدة للاستفادة من بؤس الناس".
من جهته وصف السيناتور الروسي عن القرم، عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد، سيرغي تسيكوف، أوكرانيا بأنها ميدان عسكري مجاني بالنسبة لحلف الناتو.
ونقلت وكالة "نوفوستي" عن تصريح له: "تعد أوكرانيا بالنسبة للناتو ميداناً مجانياً للتجارب العسكرية والأسلحة ضد روسيا، وأنا وأثق من أن أوكرانيا ستفهم أن الناتو كان يشن ويدعم حروبا في العديد من بلدان العالم، وأن الناتو هو معتد وليس مدافعا".
وأضاف أن "أوكرانيا عدوها السلطة الأوكرانية الحالية التي قادت الدولة إلى فوضى، بينما لا تعد روسيا عدواً لها"..