فيينا: وكالات
سادت الأجواء المتفائلة العاصمة النمساويَّة فيينا، في أعقاب اختتام الجولة الجديدة من محادثات القوى الكبرى والجانب الإيراني بشأن الاتفاق النووي، وقال مبعوث الصين للمحادثات النوويَّة الإيرانيَّة، أمس الجمعة: إنَّ كل الأطراف اتفقت على الاجتماع مجدداً الأسبوع المقبل للاضطلاع بمزيد من العمل الجاد.
وفي تصريحات للصحفيين في أعقاب اجتماع عقده أطراف الاتفاق لتقييم الموقف بعد أسبوع من المناقشات، أكد وانغ تشون، سفير الصين لدى الوكالة الدوليَّة للطاقة الذريَّة أنَّ "المحادثات تسير في الاتجاه الصحيح وأنَّ الأطراف تعمل على تضييق هوة الخلافات".
من جهته، قال المندوب الروسي في فيينا ميخائيل أوليانوف، على حسابه في "تويتر": "انتهى اجتماع اللجنة المشتركة في فيينا. قام المشاركون في خطة العمل المشتركة الشاملة بتقييم العمل الذي أنجزه الخبراء خلال الأيام الثلاثة الماضية وسجلوا بارتياح التقدم الأولي الذي تم إحرازه"، وأضاف، "ستلتئم اللجنة الأسبوع المقبل من أجل الحفاظ على الزخم الإيجابي".
وتهدف هذه الاجتماعات إلى إعادة طهران وواشنطن للاتفاق النووي لعام 2015 الذي انسحبت منه إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد
ترامب.
وأكد ممثل إيران لدى الوكالة الدوليَّة للطاقة الذريَّة، عضو الوفد المفاوض في فيينا، كاظم غريب آبادي أنَّ إلغاء العقوبات بشكل عملي والتحقق من ذلك هو الخيار الوحيد بالنسبة لبلاده.
وقال غريب آبادي خلال اجتماع افتراضي مع المرشد الأعلى الإيراني السيد علي خامنئي أمس الجمعة: إنَّه "في حال أرادت واشنطن العودة إلى الاتفاق النووي، عليها رفع جميع العقوبات عمليا".
وأضاف، "أعلنا بشفافيَّة خلال مباحثات فيينا ضرورة رفع جميع أشكال العقوبات"، بما فيها تلك المدرجة في الاتفاق النووي والعقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والعقوبات التي فرضت بذرائع غير نوويَّة.
وشدد ممثل إيران على أنَّ "التحقق من رفع العقوبات أمر أساسي"، ما يعني أنْ تتمكن إيران من إبرام صفقات شراء النفط وتصديره والحصول على العائدات عن طريق القنوات المصرفيَّة.
وأشار غريب آبادي إلى أنَّ "مباحثات فيينا تركز كذلك على الخطوات التي ستتخذها إيران في التزاماتها الفنيَّة في حال انتهكت واشنطن تعهداتها بعد العودة إلى الاتفاق النووي"، مؤكداً أنَّه "لم تتم مناقشة أي مقترح بشأن العودة خطوة بخطوة إلى الاتفاق النووي".
وكان المتحدث باسم الخارجيَّة الأميركيَّة، نيد بريس، وصف، أمس الأول الخميس، المحادثات بأنَّها "بناءة"، لكنه حذر من التفاؤل المفرط، وحث على عدم الذهاب بعيدا عما هو قائمٌ بالفعل، وقال للصحفيين: "مع ذلك، يجب ألا نسمح للتوقعات بأن تتجاوز ما نحن عليه
الآن".
من جانب آخر، أكد المتحدث باسم الخارجيَّة الإيرانيَّة سعيد خطيب زادة أمس الجمعة، الإفراج عن السفينة الكوريَّة الجنوبيَّة التي كانت محتجزة لدى بلاده منذ كانون الثاني الماضي.
وأوضح خطيب زادة أنَّ "الخطوة اتخذت بأمر من المدعي العام بعد انتهاء التحقيقات وبناء على طلب من الحكومة الكوريَّة"، وأضاف المتحدث أنَّ "القبطان والسفينة لم يكن لديهما سجل سيئ في مجال الانتهاكات في المنطقة، وهو ما وفر الأرضيَّة لوجهة نظر إيجابيَّة من المدعي العام للإفراج عن السفينة".
وأشار خطيب زادة إلى أنَّ "إيران وبصفتها دولة ذات سواحل طويلة في الخليج وبحر عمان، تصر على الامتثال الكامل للقوانين البحريَّة، بما في ذلك قوانين حماية البيئة، وتؤكد أنَّها سترصد أي انتهاكات في هذا الصدد".
وفي وقت سابق، قالت وزارة الخارجيَّة الكوريَّة الجنوبيَّة: إنَّ السفينة تم الإفراج عنها أمس الجمعة، وإنها غادرت إيران مع بحارتها.