نيسان الكاذب

آراء 2021/04/13
...

 سرور العلي
مع بداية شهر نيسان من كل سنة تبدأ الأكاذيب والشائعات تتداول هنا وهناك تحت عنوان “كذبة نيسان”، والواقع أن هذه التسمية اطلقت منذ سنوات بعيدة على اليوم الأول من الاعتدال الربيعي، وفي اشارة الى ان الطبيعة الأم خدعت سكان النصف الشمالي من الكرة الارضية بطقس غير متوقع ومتغير.
يؤكد المؤرخون أن هذا اليوم ارتبط بإحياء العديد من المهرجانات كمهرجان هيلاريا، والذي أقيم في روما القديمة، وتضمن ارتداء الثياب التنكرية والسخرية من الآخرين، بينما يشير اخرون الى انه ارتبط بإعلان فرنسا التقويم الميلادي، كما أن الهند اعتادت أن تقيم احتفالاتها ليلا في نهاية مارس، والترويج للشائعات في جو مليء باللهو والمرح ليعلنوا في اليوم التالي دخولهم لشهر نيسان.وبذلك اصبح تقليدا سنويا يشارك فيه الكثير من الناس في مختلف بلدان العالم، إذ يقومون بإطلاق الخدع، ونسج الحكايات الكاذبة بين اقرانهم وغيرها من الدعابات، ويبدو الكذب مباحا في هذا الشهر، من جانب آخر يرى كثيرون أن الكذب لا يجوز إذ نهى عنه الإسلام، لذا يمتنع كثيرون منهم في المشاركة بهذا
التقليد.ويقع من يصدق بتلك الشائعات ضحية وسط سخرية من قام بخدعه، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي باتت تروج لمختلف الاكاذيب من خلال اعلان وفاة العديد من الشخصيات المشهورة، والتي تحظى بشعبية واسعة لدى الجمهور، مما يصاب معظمنا بالحزن والتأثر لنندهش لاحقا بأن الأمر لا يعدو كونه مزحة انطلت علينا، ومنها ما حصل لي بعد يومين من بداية الشهر أثناء تصفحي لموقع “انستغرام” الشهي. 
إذ قرأت خبرا مفاده أن النجمة المصرية مي عز الدين ستفارق الحياة قريبا، نتيجة اصابتها بمرض السرطان، وبعد تأكدي جيدا من المصادر الصحيحة أدركت أنها مجرد كذبة، ولكن كان الأجدر بصناع هذا المحتوى أن يروجوا للفرح والحب، بدلا من الأخبار المؤلمة والسيئة، واشاعة كل ما يجعلنا سعداء بخاصة وان العالم يمر بوضع متأزم بسبب جائحة كورونا.
ويمكننا القول: إننا اليوم بحاجة إلى الصدق أكثر، لاسيما مع كثرة الشعارات المزيفة التي لا جدوى منها، والقرارات التي بقيت حبرا على ورق ولم
 تنفذ.