الظواهر الاجتماعيَّة السلبيَّة

آراء 2021/04/20
...

  ريسان الخزعلي
 
في ظل التحولات السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية التي تمرُّ بها المجتمعات، قديمها وحديثها، تبرز بعض الظواهر الاجتماعية السلبية غير المألوفة. ومثل هذه الظواهر تؤثر في حياة الإنسان وتُعيق استقرار المجتمع وتطوّره. 
وقد وقفت العلوم الطبيعية عاجزة عن ايجاد تفسير لها، غير أنَّ علماء ومفكري علم الاجتماع ونتيجة لدراسات وبحوث نظرية وميدانيّة – كما جاء في معجم علم الاجتماع -  أجمعوا بخلاصاتهم على وضع تفسيرات محددة وجدوها ترتبط بعنصرين أساسيين أسموهما: العنصر الدائم وهو الرواسب، والعنصر المُتغيّر وهو
 المشتقّات.
إنَّ الرواسب تعكس العواطف وحالات العقل اللاشعوري، وغالباً ما تكون مُقنّعة أو متنكرة بأشكال وصيغ مختلفة يمكن كشف أسبابها وأهدافها بالاختبارات السسيولوجية. وقد تم تقسيم الرواسب إلى أصناف عدّة، من بينها: الغريزة، الشهوات الجنسية، الميل إلى القديم، السلوك الديني التراكمي، العواطف الفردية والجماعية. أما المشتقات، فهي كل ما تختفي الرواسب وراءه، كما أنها تُمثّل الوسائل التي تُنفّذ مطالِب الرواسب وتعتمد: العبارات، الحجج التي تُبرر العاطفة، المظاهر القيادية، البراهين
 الكلامية.
إنَّ كشوفات علماء ومفكري علم الاجتماع في تحديد (الرواسب والمشتقات) ساعدت كثيراً في التحليلات الاجتماعية لمختلف طبقات المجتمع، إذ إنّ لكل طبقة رواسبها ومشتقاتها المرتبطة بطبيعتها التكوينية ومدارها الاقتصادي والاجتماعي والنفسي. وقد ساعدت تلك التحليلات في وضع الحلول الناجعة لمعالجة الظواهر السلبية وعلى مراحل تدريجيّة وفق ومناهج تعليمية وثقافية يجري العمل بها في مواقع العمل وفي مراحل الدراسة والمنظمات المهنية ووسائل الإعلام المختلفة ومنظمات المجتمع المدني، وكذلك من خلال الخُطب السياسية
 والدينية.
ولكي يُعزز ماتقدّم من القول بشواهد حديثة، فإنَّ التجربة اليابانية بعد الحرب العالمية الثانية في المعالجة هي الأوضح إذ وضعت في مناهجها الدراسية درساً في التربية الأخلاقية المجتمعية. من هنا يحدونا الأمل بأن نستدرك آثار بعض الظواهر السلبية التي حصلت في مجتمعنا بعد  2003..