إشكاليَّة التعليم الالكتروني

آراء 2021/04/23
...

 بشير خزعل 
 
بعد مرور أكثر من عام على جائحة كورونا تضررت أغلب مفاصل الحياة بشكل بالغ وربما يمكن تفادي بعض تلك الاضرار، لكن مشكلة تعليم الاطفال في الصفوف الابتدائية الاولى واجه مشكلة كبيرة توسع ضررها ليتسع في التاثير على مستوى الاطفال الدراسي والفكري بشكل منقوص وخاطئ ولاسباب كثيرة، اهمها هو عدم قدرة تركيز الطفل لاكثر من 15 دقيقة بشكل كامل على منصات التعليم، وهذا ما أثبتته الامهات والاباء ممن تحولت منازلهم الى صفوف تعليم عبر الانترنت، اذ لاحظوا ان المعلومات التي يستقيها الطلاب صبغت بطابع التلقين الإلكتروني، وغاب تأثير الفهم المعنوي للمعلمة والمعلم وتأثير الاختلاط والمنافسة بين الاطفال داخل الصف ومايمكن ان يتعلمه الطفل من مفاهيم حية مباشرة يمكن ان تؤثر بشكل كبير في تكوين شخصيته مستقبلا، معظم الدول التي تصنَّف في مصاف الدول المتقدمة أو الصناعية، لم تجد لهذا النوع من التعليم الجديد فاعلية رغم جودته من الناحية التقنية، واعتبرت طريقة التعليم الالكتروني غير فعالة بشكل كبير، إذ تحول الصف المدرسي إلى صف افتراضي من دون ضوابط تنظم العملية التعليمية وتحقق غاياتها، وناهيك عن مشاكل البنية التحتية المتعلقة بجودة الإنترنت ومشاكل الموارد البشرية والثقافة التكنولوجية للمعلمين والمعلمات، تبقى المدرسة هي المؤسسة الأهم في عملية التنشئة الاجتماعية للاطفال في سنواتهم الاولى، ويمكن اعتبارها المؤسسة الأولى التي تدخل الطفل إلى المجتمع ولو بشكل غير مباشر، تلك الطريقة المحدّثة في مجال التعليم ربما يمكن اعتمادها في المرحلة الثانوية اوالجامعية، اما في المدارس الابتدائية فالامر مختلف ولم يعطِ ثمارا جيدة، بل شكل منعطفا لا يبشر بخير بسبب ان تعليم الاطفال اصبح منقوصا واغلبهم لايعرفون القراءة والكتابة بشكل صحيح والمعلومات التي يحصلون عليها غير مكتملة ولاسباب كثيرة بدءا من تقاعس الأم او الأب بسبب مشاغل الحياة او لتردي خدمة المنصة الالكترونية التي تستخدمها المدرسة فضلا عن تذبذب اداء المعلمات والمعلمين، اما في بعض الأسر التي لايعرف فيها الاباء والامهات القراءة والكتابة او ممن حظوا بتعليم بسيط فلقصة التعليم الالكتروني شجون اخرى في تلك البيوت، خلاصة الامر ان برامج التعليم عن بعد تحتاج الى مهارات وتقنيات متبادلة بين المعلم والطالب في المراحل الثانوية او الجامعية ربما، اما في المدارس الابتدائية فحتى الدول المتقدمة اعترفت بعدم نجاح التجربة مع الاطفال، لان المدرسة وسيلة لتجديد القيم التي يكتسبها الطلاب في سنواتهم الاولى، ولايمكن تعويضها بطريقة تعليم الكتروني 
المنقوص.