كلفة التلوّث تدفع دول النفط للبحث عن طاقة لا تنضب

منصة 2021/05/01
...

  إعداد: الصباح
تقول مجلة فورين بوليسي، إن الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى السعودية والإمارات، اشتملت على عروضٍ بالاستثمار في العراق، وإن جزءاً ليس هيّنا من هذه الاستثمارات سيذهب الى مجال إنتاج الطاقة البديلة والمتجددة.
 
يعاني العراق من أزمة في الطاقة حيث خرج عام 2003، بتعداد سكاني يتجاوز 30 مليوناً، مع إنتاج رسمي للطاقة لا يتجاوز 3.5 ألف ميكاواط (بمعدل 115 واط. ساعة لكل مواطن)، واليوم ينتج العراق ما يقرب من 20 الف ميكاواط (بمعدّل 500 واط. ساعة لكل مواطن). ومع ذلك فالطلب على الطاقة في العراق يواجه تحديات كبيرة. لهذا سيكون البحث عن الطاقة البديلة ليس ترفاً أبداً، وسيكون في صلب الحلول بعيدة المدى لزيادة الاستهلاك.
لم يكن يتوقع العلماء أنْ تخرج البحوث وعمليات التمويل الكبرى لمحطات (حصاد) الطاقة الشمسيَّة من الدول النفطيَّة، لكن يبدو أنَّ نمط الاستهلاك العالي والحاجة الى الطاقة في التبريد لهذه البلدان الحارة دفعت الى تبني النظرة المستقبليَّة بالبحث عن بدائل لإنتاج الكهرباء عن طريق الديزل.
عام 2016، دخلت محطة (النور وارزازات) في المغرب، لإنتاج الطاقة النظيفة من أشعة الشمس حيز العمل الفعلي. المحطة تكلفت قرابة 750 مليون دولار بتمويل غالبيته سعودي، وتنتج طاقة قصوى بحدود 370 ميكاواط. وهو نموذج قد يلبي احتياجات مدينة عراقية صغيرة مثل السماوة، أو خانقين، أو تكريت.
محطة النور وارزازات، تعدُّ أكبر مزرعة في العالم لحصاد الطاقة الشمسيَّة. وهي المحطة السابعة من هذا النوع في العالم بعد خمس من نظيراتها في الولايات المتحدة وأخرى في اسبانيا.
على مستوى العراق، تشكل الطاقة النظيفة (البديلة أو المتجددة)، تحدياً من فرعين؛ الأول لجم انبعاثات الكاربون والتلوث الذي تسببه المحطات التقليديَّة التي تعمل على حرق وقود الديزل. وثانياً تقليل استهلاك الماء المستخدم في تبريد هذه المحطات التقليديَّة. ويصل استهلاك الماء الى 200 متر مكعب يومياً لإنتاج 1 ميكاواط.
وتقول مصادر بحوث البنك الدولي، إنَّ 50 محطة كهربائيَّة حول العالم شهدت مشكلات خلال السنوات الخمس الأخيرة أدت الى توقفها، كلها كانت مشكلات بسبب شح المياه. فضلاً عن التسبب في تلويث المياه المستخدمة في التبريد بآيونات الفلزات وهي مسببات رئيسة لازدياد حالات السرطان.
ووفقاً لوكالة الطاقة الدوليَّة، فإنَّ العام 2035، سيشهد ازدياداً بمعدل 40 % من استهلاك الطاقة عن معدلاتها الحالية. وهو ما سيؤدي الى زيادة في استهلاك الموارد المائيَّة بمعدل 85 %. 
والمشكلة رأسية بالنسبة للعراق، إذ إنَّ إنتاج الطاقة المحلي يستهلك اليوم 16 % من المياه العذبة المتوفرة، والتي لا يعود الكثير منها الى مجاري المياه الطبيعيَّة إلا ملوثاً أو بنسبة عالية من الأملاح.
كما أنَّ معدلات التلوث والعلاقة (غير المدروسة) بإصابات السرطان ستدفع عاجلاً أم آجلاً العراقيين الى البحث بجدية أكثر في مجالات الطاقة البديلة، خاصة تلك التي تستهلك كميات أقل من المياه. وباختصار، طاقة بديلة، يعني التقليل من التلوث والتوفير في المياه، ومساحة جديدة للزراعة تروى بمياه عذبة غير ملوثة.