تعد طريقة الري بالتنقيط، أحد أهم الطرق الحديثة لري المزروعات في كثير من دول العالم، لما تمثله هذه الطريقة من فوائد كثيرة من ناحية الاقتصاد بمورد الماء، هذا المورد الغالي والأهم للحياة، ومن ناحية ري النبات بطريقة دقيقة تمكنه من الحصول على ما يلزمه من الماء بكفاءة عالية، ويساعد على مضاعفة غلة الوحدة الزراعية وتقليل من الهدر في الثروة المائية.

لذا فإن هذه الطريقة من طرق الري تعد أحد أهم الحلول الستراتيجية للمحافظة على المورد الحياتي الأهم (الماء) الذي لا غنى عنه للحياة جميعها. وجاءت هذه الطريقة لتكون إحدى الوسائل التي تقلل بشكل كبير جداً من الهدر الحاصل في الموارد المائية بفعل الطرق التقليدية للري، والتي تؤدي الى هدر واسع جداً ومستدام وبصورة غير مبررة لهذه الموارد المهمة جداً.

وفي بلدنا ما زالت هذه الطرق، للأسف الشديد هي السائدة في عمليات الري، رغم ما يعانيه العراق في العصر الحالي من قلة الموارد المائية القادمة اليه من دول المنبع ولقلة سقوط الامطار في السنوات الأخيرة.

الأمر الذي حتم على الجميع التفكير ملياً وإعادة حسابات للطرق التقليدية وضرورة استبدالها بشكل شامل بالطرق الحديثة للري، والمتمثلة بطريقة الري بالتنقيط لما لهذه الطريقة من دور كبير في المحافظة على مواردنا المائية بالشكل الأمثل وعدم الاسراف فيها وتبديدها. 

وان تطبيق الري بالتنقيط يمثل مكسباً اقتصادياً كبيراً لاقتصادنا الوطني بفعل ما سيتم الحفاظ عليه من كميات كبيرة من المياه تكفي لري مساحات مضاعفة من الأراضي الزراعية، وبما يؤدي الى مضاعفة الكميات المنتجة من المحاصيل الزراعية، وبالتالي سيؤدي ذلك الى جني أرباح كبيرة بفعل الزيادة الحاصلة في الإنتاج الزراعي، والذي ينتج بكمية المياه نفسها بالطرق التقليدية التي تتصف بهدر كبير في الموارد المائية، وضياعها لسقي مساحات معينة من الأراضي الزراعية في حين يمكن استثمار هذه الكميات من المياه لمضاعفة الأراضي الزراعية 

المروية.

فضلاً عن الاقتصاد بالتكاليف الكبيرة والتي يتم تخصيصها للمشارع الإروائية بالطرق التقليدية، فهذه المشاريع تحتاج الى مبالغ مالية طائلة، بسبب طبيعة هذه المشاريع من نواحي حفر الأراضي وتبطينها بالمواد الخرسانية وتعرض المياه بهذه الصورة الى اشعة الشمس مما يؤدي الى تبخر كميات كبيرة من المياه. إن التوسع بتطبيق طريقة الري بالتنقيط في بلدنا تعد من الضرورات القصوى، لاسيما في هذه الفترة الزمنية التي نواجه فيها شح الموارد المائية، وما سينتج عن استخدام هذه الطريقة من نتائج إيجابية على اقتصادنا الوطني بشكل عام من حيث زيادة كميات المحاصيل الزراعية، بفعل كفاءة هذا النظام من أنظمة الري وتقليل الهدر في المياه وتقليل المصروفات المخصصة لمشاريع الري التي تعتمد الطرق التقليدية التي تجاوزها الزمن حالياً.