الصباح: نافع الناجي
تتواصل تاثيرات قرار خفض قيمة العملة الوطنية على واقع الاسواق المحلية، حيث ارتفعت الاسعار وامتدت الى المنتجات المحلية كاللحوم والخضار والفاكهة، وحمل ذلك تاثيرات سلبية على الأسر الكادحة والفقيرة او منخفضة الدخل، كما خفف توزيع حصة غذائية مزدوجة للأسر خلال شهر رمضان المبارك من العبء الذي تفرضه الاسواق. وارتفعت أسعار اللحوم الحمراء والدجاج وبيض المائدة والاسماك ومنتجات أخرى كثيرة (غالبيتها وطنية وغير مستوردة)، وتباينت أسعارها بشكل واضح خلال شهر رمضان الفضيل.
تاجر اللحوم والأسماك حسين عبد الهادي قال: لـ {الصباح} إن «سبب ارتفاع الاسعار يعود الى توقف اغلب مشاريع تربية الأقفاص العائمة تقابله زيادة الطلب وهذا ما جعل سعر الكيلوغرام يصل الى خمسة آلاف دينار بدلا من 3250 دينارا، وكذلك ارتفاع اسعار اللحوم الحمراء والبيضاء التي ارتفعت هي الأخرى بشكل متواتر».
الثروة الحيوانيَّة
واضاف ان «قلة الدعم الحكومي لمشاريع الثروة الحيوانية ومنها مشاريع إنتاج الدجاج اللاحم كانت وراء ارتفاع الأسعار، خصوصا بعد اعتماد قيمة صرف الدولار الجديدة، اذ ارتفع سعر العلف للكيس الواحد من 40 الى 70 الف دينار عراقي، الأمر الذي أدى لخسارة الكثير من المربين، ناهيكم عن الأمراض التي أصابت حقول الدواجن في الفترة الأخيرة ما ادى الى تناقص أعدادها».
قيمة العملة
بدوره صاحب متجر لبيع المواد الغذائية هشام سلمان بين ان «خفض قيمة العملة اثر بشكل كبير في المواد المستوردة، اما المواد المحلية فقد تأثرت هي الاخرى لكن بشكل نسبي، إذ بلغ سعر عبوة زيت الطعام الواحدة ثلاثة آلاف دينار بعد ان كانت بنصف هذا الرقم، بينما ارتفع سعر كيس الحليب الباودر الى 2500 بعد ان كان 1500 وسعر الكيلوغرام من مادة السكر الى 1500 دينار بعد ان كان بـ 750 دينارا. والامر ذاته على معجون الطماطم (وغالبيته مستورد)، كما ازدادت أسعار البقوليات بجميع أصنافها وكذلك الأرز بحدود 750 - 1000 دينار للكيلوغرام الواحد».
ويذكر ان الاسواق المحلية شهدت ارتفاعا في الاسعار المواد الغذائية وبيض المائدة ومشتقات الألبان واللحوم بانواعها بشكل ملحوظ، تسبب بتاثير واضح على أصحاب الدخول المحدودة او المعدومة وهم الغالبية في مجتمعنا، من شراء ما يلزمهم من احتياجات، ولولا توزيع وزارة التجارة لحصتين متتاليتين خلال الشهر المذكور لحصلت نتائج غير محمودة.
زيادة العبء
تقول نضال أحمد (ربة بيت): إن «ارتفاع أسعار الخضراوات الأساسية يؤثر بشكل كبير في الأسر الفقيرة والكادحة ويزيد العبء على كاهل المواطن، الذي أصبح بين مطرقة الأسعار وإهمال او (تجاهل) الحكومة في ظل الظروف القاسية التي فرضتها جائحة كورونا وحظر التجوال لأيام طويلة، ناهيك عن توقف مفردات البطاقة التموينية ما عدا النزر اليسير منها».
ودعت نضال الحكومة وأجهزتها المختصة، الى اتخاذ إجراءات سريعة للسيطرة على الأسعار وضبطها وإنقاذ المواطن من ارتفاع الاسعار، والوقوف مع شريحة الفقراء الذين قدموا وبذلوا كل شيء لهذا الوطن في أصعب الظروف».