بيروت: جبار عودة الخطاط 

 

لعبة شد العصب السياسي بينَ الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري تتصاعد في بيروت على إيقاع أزمات اقتصادية ومعيشية معقدة، فالرئيس اللبناني يسعى الى سحب بساط السقف الزمني المفتوح لتشكيل الحكومة تمهيداً لسحب التكليف من زعيم تيار المستقبل، بينما الرئيس المكلف يحتفظ بورقة الحكومة في جيبه متسلحاً بالدستور الذي لا يلزمه بوقت محدد وبدعم أكثرية نيابية يقود جوقها السمفوني، رئيس المجلس نبيه بري. 

في هذا الإطار جاءت الرسالة التي بعث بها الرئيس اللبناني ميشال عون الى مجلس النواب متهماً فيها غريمه الحريري بتعطيل تشكيل الحكومة ومطالباً المجلس بإيجاد مدخلية تشريعية لإيقاف «تسويف الحريري في مسألة التشكيل»، وليس بخافٍ بأن موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري لا يتفاعل مع مطلب الرئيس عون، بل أن بري صرح مراراً بدعمه للرئيس المكلف وقد تقدم بمبادرة لانتشال الحكومة المنتظرة من مستنقع التعطيل قوامها مقترح بفريق وزاري مؤلف من 24 وزيراً من دون إعطاء الثلث المعطل لأحد.

غير أن جهود بري التحقت بقافلة طويلة من مسار الافق المسدود وسط أجواء سياسية محمومة يدفع ثمنها المواطن اللبناني، رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ يرأى أن «الخلاص من الأجواء السياسية المحمومة التي تسيطر على ​لبنان​ لن يكون إلا بالإسراع بتشكيل الحكومة​ اليوم قبل الغد»، وشدد على أن «الخلاص ليس هنا»، في إشارة إلى الجلسة التي عقدها البرلمان أمس الجمعة، وطالب بري بـ «تضافر كل الجهود لإنقاذ بلدنا من الانهيار الذي ينذر بمزيد من الكوارث ما لم نضع الخلافات جانبا ونعطي الأولوية لتشكيل الحكومة بمعاودة مشاورات التأليف بانفتاح ومرونة».

أما رئيس ​الحزب التقدمي الإشتراكي​ النائب السابق ​وليد جنبلاط​  فاعتبر «رسالة ​الرئيس عون​ لمجلس النواب تضييعا للوقت، والمطلوب تشكيل حكومة ووضع برنامج واضح يبدأ من خطة للكهرباء قد يجعلنا على المسار الصحيح»، وأكد أن «الجوّ السعودي لا يريد حالياً سعد الحريري، ولكن هل نعلّق مصير لبنان من أجل هذه العلاقة بين الحريري و​السعودية​؟».

واشارت معلومات صحفية متداولة في بيروت أمس الجمعة الى أن الإمارات انضمت الى السعودية في مطالبة الحريري بعدم تشكيل الحكومة، والمطلب الإماراتي وإن كان أكثر دبلوماسية وهدوءاً في تعاطيه مع الحريري إلا أنه أبلغه بأن مهمته في تشكيل الحكومة في ظل هذه الأجواء تكاد تكون مستحيلة وأن من مصلحته الانسحاب لأن الظروف غير مؤاتية لنجاح مهمته.