الشراكة الحقيقيَّة

الرياضة 2021/05/22
...

علي حنون
 
بقينا نتطلع، كإعلام، ومنذ أمد ليس بالبعيد، لأنْ تكون منظومتنا الصحفية شريكاً حقيقياً يعتدّ به من قبل الآخر ويعتمد عليه في تحديد أطر التعاون المهني وفق معايير منصفة ومسؤولة، لا يمكن مع تواجدها، أنْ تؤطر العلاقة الثنائية سوى حلقات احترام كل طرف لدور الشريك، طالما اعتبرنا أنَّ الرأي عندما يتعضد بوجهة نظر من تعتبره سنداً حاضراً وجداراً منيعاً، يكون أكثر نضجاً وحلماً وأينع حكمة وأرجح مكانة، ويقيناً وفق تلك الاعتبارات سنشهد حالا مفعمة بأريج الصواب تعكس في أبعادها تقييماً أفضل لواقع قد تتباين نظرة الشركاء بشأن بعض فواصله، لكنها بالتأكيد تلتقي عند محطة مضمونة.
وتأسيساً على هذه القاعدة، فإننا كثيراً ما نحرص على تنفيذ فقرات شراكتنا مع حلقات المنظومة الرياضية سواء في مفصل كرة القدم أو في معاقل أخرى، برؤية مهنية شفافة وواضحة من خلال تحديدنا لمواطن الوهن بفلسفة مدادها معايير الصحافة المتزنة، بهدف حث من يعنيهم شأن الإصلاح على شحذ همم التغيير للوقوف عليها وبالتالي العمل على تجاوز تلك الهفوات والسلبيات، التي نؤمن في حال بقيت، أنها ستأخذ من جرف العطاء الايجابي الشيء الكثير، وتبعد مؤشر التقييم عن غايته الحقيقية، التي يراد لها أنْ تكون البوصلة، التي ترشدنا إلى سبيل التقاء الرؤى.
وهنا نعني برؤيتنا السلطة الرابعة الحقيقية، التي يمتطي صهوتها الإعلام المهني، الذي لا يزايد على أمر لغاية شخصية ولا يتاح للوقوف بجانب الإساءة، حتى لو تطلبت مصلحته أنْ يُثقل كفة دون الأخرى.. ومع ذلك يجب أنْ نقول - إنصافاً- إنَّ بيننا إعلاماً ربما لم تصب نبال قوسه دائرة التوفيق لسبب لا تغلفه (قصدية) النيل من الآخر، لأنه من غير السليم في الأمر، أنْ نسيء الظن بمن نتشارك معه أفكار الأداء باستمرار، ذلك أنَّ ضبابية الرؤية في غالب الأحيان تكون سبباً في سوء الاختيار وليس بالضرورة أنْ تقف خلفها رغبة طعن المقابل، وتكون هي من تحدد التوجه.
وفي سياق رؤانا، التي نحسبها خيوط حقيقة نعتقد فيها المسؤولية المهنية، فان تطلعاتنا دائماً ما تضعنا في حدود الدور المؤثر، الذي نلعبه لخدمة الرياضة العراقية وتحديداً كرة القدم كون السواد الأعظم من النقاد والمتابعين يختصون بفعالية كرة القدم نظير جماهيريتها ومكانتها، لذلك كنا وما زلنا ولن نحيد عن رأينا، الذي نرى فيه أنَّ الشراكة مع منظومة كرة القدم، هي حقيقية وليست افتراضية، وهي من تجعلنا نرسم دوماً، خارطة طريق مدادها دعم كل أمر يعضد من رغبتنا جميعا في رؤية كرة قدم وطنية ناجحة على صعيد المشاركة في الاستحقاقات الخارجية، بينما لم نجد من الطرف الآخر سوى ازدواجية وانفصام حاضر في التعاطي مع الإعلام والصحافة وغالباً ما يذهب في تحديد موقفه منها اعتماداً على مصالح آنية ترسمها ريشة من يتصدى للمسؤولية لوحة زاهية بألوان ضبابية التعاون غير المهني مع الشريك
الحقيقي.