أبو حالوب حقق المطلوب

الرياضة 2021/05/23
...

طه كمر
محمد عبد الزهرة، لاعب في مركز الدفاع، مثل العديد من الأندية الجماهيرية وأندية المحافظات، وقدم مستويات متباينة بين مد وجزر بأدائه وطريقة لعبه، فتارة نراه بالقمة وأخرى لم يكن موفقا فيها، دائم التنقل بين الأندية ولا يعرف الاستقرار على الاطلاق، ما انعكس سلبيا على شحة حظوظه مع تشكيلة الوطن حتى تم استدعاؤه لمرات خجولة اقتصرت على المنتخبين الشبابي والاولمبي، ليجد نفسه بعيدا عن كتيبة اسود الرافدين، ربما لعدم واقعيته وتعامله بسخرية مع الامور وابتعاده عن الواقع الذي يحتم عليه الالتزام التام بكل مفردات التدريب وما يرافقها من امور الاعتداد بالنفس.
أبو حالوب كما يحلو لمحبيه أن يطلقوا عليه، أحيانا نراه يترك المهم ويبحث عن عديم الأهمية ليكون في صدام دائم مع الجمهور الذي ربما يثيره بحركة ما، وهذا ما جعله يفقد الكثير من مقومات نجاحه كلاعب يبحث عنه المدرب ليصنع الفارق لفريقه، وأحيانا نراه يرقص بعد تحقيق الفوز ويصرح أمام الجميع ان النادي الفلاني تعاقد معه للرقص فقط، وأصبح في أحد المواسم الشماعة التي علق عليها جمهور فريق الجوية أسباب صدامه مع غريمه فريق الزوراء، ليبدأ خطه البياني بالنزول مسرعا لتتلاشى حظوظه في إمكانية ارتداء فانيلة الوطن.
عبد الزهرة لم يقف مكتوف الأيدي ليطلق العنان لعقله ويترك التفكير بقلبه الذي ربما أوقعه في مطبات هو في غنى عنها، ليستدرك وضعه جيدا ويرزم حقيبته صوب محافظة النجف الأشرف وينضم لغزلان البادية ومن هنا بدأت الحكاية، فما إن وطئت قدماه ملعب النجف حتى راح أبو حالوب يسطر أروع الملاحم البطولية مع ناديه العتيد، الذي بات هو مفتاح صندوقه الأسود ومبرمج إعداداته، ورسام خارطته وسر سعادة جمهوره الغفير، خصوصا عندما يقود الخط الدفاعي ويعمد لبناء الهجمات من الخلف التي هدد بها الخصوم ليطيح بعروش كبيرة.
سبعة أهداف حصيلة أبو حالوب هذا الموسم وهو المدافع الذي يتحتم عليه غلق المنطقة الدفاعية أمام مهاجمي الفرق الأخرى، لكنه لا يلبث أن يصعد ويسجل أهدافا كانت حديث الشارع الرياضي، لأن أغلبها من ركلات ثابتة وبطريقة تنم عن مدى احساسه التهديفي، فما كان بوسع من يقود كتيبة الاسود الا ان يقتنع تماما بما يقدمه هذا اللاعب الذي فرض اسمه بقوة لينتزع الفرصة بالانضمام لمنتخب الوطن، ولو ان كاتانيتش لم يستدعه لقلنا عندها انه مظلوم لكونه يقدم أفضل موسم بمشواره الكروي، وهذا فخر لنا أن نرى لاعبا انتقدناه لتصرفات معينة لكنه تمكن بسرعة من أن يعيد نفسه ويثبت لنا انه على قدر المسؤولية ليجبرنا على القول ان أبو حالوب حقق المطلوب.